روسيا تشن حرباً إعلامية على الغرب
شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_شنّت روسيا حرباً إعلامية على الغرب، وحوّلت الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى سلاح في معركتها لزعزعة استقرار منافسيها، بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية وكشفت منظمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع عن آخر أسلحتها لمواجهة “الحرب الإعلامية الروسية”، إذ توصل باحثون في المنظة إلى تطوير لعبة على فيسبوك يعتقد أنها ستساعد المستخدمين في إدراك مدى صحّة الخبر قبل نشره على صفحاتهم الشخصية.وأطلق الناتو اسم “بطل الأخبار على اللعبة ولكنها حصلت، حتى موعد كتابة هذه السطور، على 77 لايك (نقرة على زرّ الإعجاب) فقط، فيما تقاسمها مستخدم وحيد. نيكا ألكسييفا، إحدى الباحثات في مركز الاتصالات الاستراتيجي للناتو، ومقرّه لاتفيا، تقول إن الوقت وحده “سيبيّن ما إذا كانت هذه اللعبة ستكون فعالة”. وألكسييفا هي التي صممت هذه اللعبة وأشرفت على مشروع إنتاجها. وتطلّب الأمر ثمانية موظفين وأربعة أشهر من العمل ليتم إنتاج اللعبة ولكن ألكسييفا رفضت الإفصاح عن كلفة المشروع المالية وقالت ألكسييفا لمراسل إن. بي. سي نيوز إن “اللعبة أطلقت يوم الإثنين الماضي ونحن لا نمتلك ما يكفي من البيانات لنرى إذا ما كانت تساهم في تغيير سلوك المستخدمين” ثم تضيف “من الباكر جداً تقييم أداء اللعبة لأننا لم نعمل بما يكفي لتسويق اللعبة”. وتطلب اللعبة، كغيرها من التطبيقات والألعاب على المنصة الزرقاء، الحصول على المعلومات المتعلقة بصفحتك الشخصية وعندما تقبل بها، تصبح محرّراً، كأي محرر آخر في صحيفة. وترسل لك اللعبة مقالات موجودة على الإنترنت وعليك أنت، اللاعب المحرر، تبيان إذا ما كانت تلك المقالات من الأخبار الكاذبة أو الأخبار الحقيقية.ويحصل اللاعبون على بعض المساعدة من قبل اللعبة، إذ ترشدهم كي يعثروا على مصادر للتأكد من صحّة الأخبار. بحسب المصممة، اللعبة “صنعت لعرقلة كل أنواع الأخبار الكاذبة، من الأخطاء البريئة وصولاً إلى المقالات الساخرة التي يعتبرها البعض حقيقة واقعية”. وترى ألكسييفا أن روسيا لعبت دوراً في نشر الأخبار الدعائية والأخبار الكاذبة ولكنها تضيف أن “مركزها شهد على تورط لاعبين دوليين آخرين في نشر هذا النوع من الأخبار”. وكانت روسيا قد عادت لتصبح في قلب اهتمامات منظمة حلف شمال الأطلسي، الناتو، بعد ضمّها شبه جزيرة القرم في العام 2014 وبعد الكلام الذي أثير حول تورّطها في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تمّت في العام 2016. وادعى تقرير صادر عن لجنة التحقيق الأميركية الخاصة بالتورط الروسي وتأثيره على انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، ادعى أن الكرملين أنشأ مئات الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي وساهم في نشر الدعاية الكاذبة التي انتقدت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتُن. حتى أن فيسبوك نفسه لم يسلم من الانتقادات لأنه لم يؤمّن الوسائل المناسبة لمحاربة الأخبار الكاذبة التي تنتشر على صفحاته. وتختم ألكسييفا كلامها بالقول: نريد من الناس أن يطوّروا نوعاً من ردّة الفعل قبل نشر المقالات التي يقرأونها. نريد منهم أن ينظروا إلى العناوين جيداً وإلى الطريقة التي كتبت بها هذه المقالات، وأن يطرحوا على أنفسهم السؤال التالي: هل هذه الأخبار واقعية أو من نسج الخيال؟
يورونيوز