وثائق سرية حول تجسس الإمارات على أمير قطر باستخدام تكنولوجيا إسرائيلية
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الجمعة 31 آب/أغسطس 2018 وثائق سرية حول استخدام دولة الإمارات العربية المتحدة لتكنولوجيا إسرائيلية في التجسس على أمير قطر وسياسيين نافذين في الخليج والشرق الأوسط والعالم منذ عام 2014. ويتعلق الأمر بشركة NSO Group الإسرائيلية المتخصصة بأمن المعلومات ومقرها مدينة هرتسليا والتي تقع اليوم في قلب دعوى قضائية مزدوجة تتهمها بالمشاركة في عمليات تجسس غير قانوني لصالح حكام الإمارات بعد أن تم تسريب رسائل بريد إلكتروني قدمت للقضاء في كل من إسرائيل وقبرص الخميس 30 آب/أغسطس 2018.وقالت “نيويورك تايمز إن الإمارات ورغم أنها لا تعترف رسمياً بدولة إسرائيل لديها “تحالف متنام خلف الكواليس” مع الدولة العبرية وتشير الدعوى القضائية إلى أن مجموعة NSO والشركات التابعة لم تكن لتتمكن من بيع تكنولوجيا التجسس إلى الإمارة الخليجية دون موافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية.وتظهر رسائل البريد الإلكتروني المسربة بحسب الصحيفة أن أبوظبي وقعت عقداً لترخيص برنامج الشركة للمراقبة في آب/أغسطس 2013. وبعد عام ونصف، طلبت إحدى الشركات البريطانية التابعة للمجموعة من عميلها الإماراتي تقديم دفعة سادسة بقيمة 3 ملايين دولار بموجب العقد الأصلي مما يشير إلى أن إجمالي رسوم الترخيص لا يقل عن 18 مليون دولار خلال تلك الفترة. وفي عام 2017، باعت شركة أخرى تابعة للمجموعة مقرها قبرص تحديثاً للبرنامج بتكلفة 11 مليون دولار على أربع دفعات، وفقاً للفواتير المسربة التي استند إليها تقرير الصحيفة.وبرز النزاع الخليجي بين قطر من جهة والإمارات والسعودية من جهة أخرى مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، وتراوحت المواجهة بينهما بين قطع العلاقات الدبلوماسية والحرب الإعلامية وصولاً إلى “التجسس المعلوماتي” المتبادل.في آذار/مارس 2018، تمكن قراصنة معلومات من سرقة رسائل البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة ورجل أعمال جمهوري أمريكي تربطه علاقات وثيقة بالإمارات يدعى إليوت براودي. في حزيران/يونيو من العام نفسه، قام قراصنة بالاستيلاء على الموقع الإلكتروني لوكالة الأخبار القطرية لفترة وجيزة ونشروا عبره تقريراً كاذباً حول خطاب مفترض لأمير قطر، ثم تم تسريب رسائل بريد إلكتروني قطرية تكشف تفاصيل لمفاوضات تقودها قطر بشأن إطلاق سراح أحد أفراد الأسرة الحاكمة الذي اختطف في العراق بينما كان يقوم برحلة صيد.في شهر آب/أغسطس 2018، قالت منظمة العفو الدولية إن أحد موظفيها العاملين في المملكة العربية السعودية استُهدف كذلك ببرامج تجسس يبدو أنها مرتبطة بمجموعة NSO بينما قالت الشركة إنها لا تتحمل مسؤولية استخدام عملائها لبرامج التجسس الخاصة بها وتعهدت “بالتحقيق في القضية واتخاذ الإجراءات المناسبة”.وتابعت “نيويورك تايمز” إن الرسائل الالكترونية المستخدمة في الدعاوى القضائية الجديدة يمكن أن تكون قد سربت باستخدام القرصنة المعلوماتية وقدمها، بحسب محامين منخرطين في القضية، صحفي قطري لم يكشف عن كيفية حصوله عليها.ويأتي على رأس قائمة المستهدفين من حملة التجسس الإماراتية المفترضة بحسب ما نقلته الصحيفة عن الرسائل، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الذي حاول الإماراتيون اعتراض مكالماته الهاتفية منذ عام 2014. وفي الخليج، يبدو أن الإمارات طلبت من المجموعة الإسرائيلية اعتراض مكالمات الأمير السعودي ووزير الحرس الوطني آنذاك متعب بن عبد الله بن عبد العزيز الذي كان يعتبر منافساً محتملاً لمحمد بن سلمان على ولاية العرش.ودائماً وفق البريد الإلكتروني، كما قالت الصحيفة الأمريكية، فقد طلب الإماراتيون أيضاً اعتراض المكالمات الهاتفية التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والذي قالت معلومات إنه احتجز في الرياض عام 2017 وأجبر على إعلان استقالته التي ألغيت في وقت لاحق.يظهر أيضاً في القائمة اسم الصحافي السعودي عبد العزيز الخميس الذي استقال في عام 2014 من منصبه كرئيس تحرير لصحيفة العرب اللندنية، والذي أكد لـ”نيويورك تايمز” إجراءه للمكالمات الهاتفية التي يشتبه في أنها كانت تحت المراقبة التي وصفها بـ”الغريبة جداً” رغم أنها متوقعة.في 5 حزيران 2017، فرضت الإمارات والسعودية حصاراً على قطر في محاولة لعزلها فيما يعرف اليوم باسم “الأزمة الخليجية”. بعد عشرة أيام، أشار بريد إلكتروني أرسله مسؤول قطري تم التعريف عنه باعتباره مساعداً لرئيس جهاز أمن الدولة خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ويتحدث عن استهداف هواتف 159 عضواً في العائلة الحاكمة القطرية بينهم مسؤولون ببرامج تجسس.وتم رفع الدعاوى القضائية في كل من إسرائيل وقبرص من قبل مواطن قطري وصحفيين ونشطاء من المكسيك استهدفهم كلهم برنامج التجسس التابعة للشركة. ففي المكسيك، باعت المجموعة تكنولوجيا مراقبة إلى الحكومة بشرط أن تستخدم فقط ضد المجرمين والإرهابيين. إلا أن بعض أبرز محامي حقوق الإنسان في البلاد وصحفيين ونشطاء مكافحة الفساد استهدفوا بالفعل. حكومة بنما أيضاً اشترت برامج تجسس من الشركة واستخدمها الرئيس في ذلك الوقت للتجسس على منافسيه السياسيين ونقاده وفقاً لوثائق المحكمة في قضية رفعت هناك بحسب “نيويورك تايمز”.وتعمل التقنية المستخدمة في التجسس على إرسال رسائل نصية إلى الهاتف الذكي الخاص بالهدف ويتم تنصيب برنامج تجسس يعرف باسم Pegasus على الهاتف بمجرد النقر على الرسالة مما يمكن المتجسس من مراقبة المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني ووجهات الاتصال وحتى محادثات الفيديو. وبحسب الرسائل المسربة، فإن الرسائل النصية التي كانت الإمارات ترسلها إلى خصومها في الخليج تتضمن عبارات مثل “رمضان قريب – خصومات لا تصدق” أو “حافظ على إطارات سيارتك من الانفجار في الحرارة”.وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الدعاوى القضائية الجديدة تلقي ضوءً على “المؤامرات السياسية التي تورطت فيها إسرائيل وملكيات الخليج التي تحولت بشكل متزايد إلى القرصنة المعلوماتية كسلاح مفضل ضد بعضها البعض”.
Mcd