الإرهاب السيناريو الأقوى على الساحة الدولية

هبه ترجمان

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_الإرهاب سمة القرن الواحد والعشرين وللأسف ليس الموضوع كلمة فحسب بل هو أعمق من ذلك بكثير لأنه الحالة الأبرز على الساحة العالمية على الإطلاق التي قد تطال حياة القاصي والداني على الأرض ويحسب لها الجميع الحساب فهي الحرب التي نعيشها ولا نعرف سببها بحق .لقد بات هاجس الإرهاب يؤرق الجميع  الذين أخذوا يسلّطون كل الاهتمام على هذا المفهوم من أجل تحليله وتفسيره ومعالجته.المثير في الأمر أن هذه الظاهرة تخطت كل الحدود الجغرافية والمجالية، فلم يعد الإرهاب مرتبطًا بمنطقة ما أو بمجال معرفي محدد كالسياسة أو المجتمع، بل أصبحت  ظاهرة معولمة تخص كل الأقطار في بقاع العالم ويدرسها الساسة، والاقتصاديون، ونشطاء المجتمع المدني، ورجال الدين، كذلك خبراء علم النفس، وأولهم  المثقفون والكتاب, كما أصبح الإرهاب الذريعة لشرعنة الساسة لما يفعلون و يقومون به, من إجراءات بحجة الحماية والتخلص من براثنه,  ليس هذا فحسب بل أصبح كل شخص يمكن أن يوسم بهذه الصفة عندهم إذا خرج عن حدود طاعتهم.أما القوى الفاعلة مع اللاعب الأساسي في الساحة السياسية اتخذت منه غايتها لإثبات وجودها أو للنصر على خصومها أو لإعادة ظهورها بقوة على الساحة العالمية من خلال محاربته, ناهيك عن أن الإرهاب كان الدواء لإنعاش اقتصاد سوق بيع الأسلحة وتغير موازين القوى والاقتصاد وأمور كثيرة قد يطول الحديث عنها. وعلى الرغم من أن الإرهاب قديم بدأ بقتل قابيل لأخيه هابيل منذ ذلك الحين أخذ في التدرج والازدياد عبر السنين بوتيرة مختلفة, واتخذ في كل حقبة زمنية ومكان شكلاً يختلف عن الآخر مع تبعات وحيثيات ماهيتها  تختلف من عصر لآخر وتواكب حالة سياسية أو إشكاليات خلقتها الحقبة الزمنية التي وجدت فيها العمليات الإرهابية.

لكن يبقى السؤال الأهم لماذا الإرهاب كان سمة هذا العصر ؟؟ على الرغم من وجوده في كل الأحقاب السابقة؟؟؟ وهل الإسلام والمسلمون وحدهم فقط الإرهابيون؟؟؟ ولماذا  زادت وتيرة الترهيب والتخويف منه؟؟ وهل حقاً أن الجميع يمكن أن يطاله ؟ ولماذا الربيع العربي زاد من وتيرة الأعمال الإرهابية ومن عدد الإرهابيين؟؟؟؟ ومدى أثر الإرهاب على العالم ؟؟؟؟

الموضوع ليس بالسهولة المطروحة ويمكن أن يفرز أسئلةً أكثر من أن تعد ظاهرة الإرهاب وأسباب ظهورها وانتشارها وما يمكن أن تسببه تساؤلات لها من الصعوبة ما يبرر وجود الكثير من التحليلات السياسية لها وأسباب تأسيس المراكز البحثية المتخصصة في الأعمال والجماعات الإرهابية, لكن بقي عنوان الإرهاب الرئيسي الإسلام وصناعة المسلمين على اعتبار أنهم من يلجؤن إلى العنف باسم الدين, مع أن الدين الإسلامي هو كباقي الأديان له قيمه الخاصة والذين يقومون باستحداث التنظيمات الإرهابية ليسوا مدفوعين بتعاليمه بل  تكونت لديهم مصالح طبقية تدفعهم إلى استغلال الدين كأيديولوجية لحماية تلك المصالح حتى ولو أدى الأمر إلى إرهاب الآخر.

ولكي نستطيع أن نتعرف أو على الأقل نفهم بعضاً مما يجري من عمليات إرهابية طغت في العالم علينا أن نعود بذاكرة الأحداث لواقعة الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وما تلاها من تداعيات كبيرة لموجة الإرهاب, حيث لم تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية اقتلاع جذور الإرهاب من أفغانستان رغم سقوط نظم طالبان ولم تكن العراق أكثر حظا منها حيث سيطرت الطائفية والنزعات العرقية ولغة التقسيم علي العراق بعد إسقاط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وزاد انتشار الإرهاب في جميع ربوع العراق من خلال ظهور تنظيمات إرهابية أكثر شراسة وخطورة من تنظيم القاعدة تمثلت في انتشار التنظيمات العابرة للحدود، ليشهد العالم شكلاً جديداً ومتنوعاً للإرهاب، وكثرةً في عدد الانتحاريين، هذا التنوع والعدد الكبير جعل الدول التي طالها الإرهاب والتي تخاف من امتداده تلجأ، لصياغة استراتيجيات أمنية لمكافحته، وقامت بشن حرب ضده، من خلال إرساء سياسات عامة مختلفة موجهة نحو مواجهة هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها؛ مع هذا كله بقي الإرهاب منطلق السياسات العالمية مما شكل عائقا أمام التنمية الإنسانية الشاملة, لنجد مع حلول عام 2010 و2011 واشتعال نار الثورات العربية أن العمليات الإرهابية ازدادت بشكل ملحوظ وأخذت الحروب تستعر بسببها, لتصل الذروة في عام 2016 وهنا يأتي السؤال الأهم هل الثورات العربية أشعلت فتيل الإرهاب ؟؟؟من خلال مراجعة الأحداث الجارية منذ بدء الانتفاضة العربية عام 2010 وحتى العام الحالي 2016 نجد عدداً من الدول الأوروبية، وقعت فريسة لحوادث إرهابية متفرقة طالتها حتى تركيا مع استثنائنا للدول العربية التي تعيش حالة الحرب هذه العمليات استهدفت مطارات ومحطات القطارات وأماكن سياحية، وقد أخذت هذه العمليات بعداً إعلامياً كبيراً  خاصةً تفجيرات ستوكهولم في 11 ديسمبر 2010، وحافلة مطار فرانكفورت 1 مارس 2011، وتبقى فرنسا أكثر الدول التي أخذت الأعمال الإرهابية فيها بعداً إعلامياً وتعاطف كبير من العالم  وهجمات  الغربي والشرقي منذ هجمات مدينتى مونتوبان وتولوز الفرنسيتين 2011  حتى حادثة شارلي ابيدو يناير 2015 وهجمات باريس نوفمبر 2015  .

وتعد التفجيرات التي اجتاحت بلجيكا وعاصمتها بروكسل  في الفترة الأخيرة هي ضمن السلسلة الإرهابية التي تعيشها أوروبا بشكل عام لكنها في بلجيكا قد يكون وقعها أصعب لأنها من البلدان التي احتضنت المسلمين, واستقبلتهم وكانت سكناً وملاذاً لهم. وهم المتهم الأول بنظر الغرب لهذه الأعمال, فلماذا رغم أنها احتضنت المسلمين توجهت الضربات نحوها؟؟؟؟

إن الباحث في موضوع الهجمات التي طالت بلجيكا في الحقبة الأخيرة  لايجد أنها تأتي بشيء جديد على الساحة العالمية وليست تطوراً في مسار الارتباط الوثيق بين أوروبا والإرهاب بل هي ضمن السلسلة التي يعيشها العالم والتي ازدادت في الآونة الأخيرة. على الرغم من أن مشكلة الإرهاب وبلجيكا تعود لتسعينيات القرن الماضي حينما قامت السلطات الأمنية البلجيكية بتفكيك خلية إرهابية تابعة للجماعة الإسلامية المسلحة التي كانت تتمركز في الجزائر، ومنذ ذلك الحين كشفت التحقيقات عن اتخاذ التنظيمات الإرهابية والانفصالية من بلجيكا منطقة تمركز رئيسية بعيدة عن الملاحقات الأمنية ومن هذه التنظيمات “حركة ايتا الانفصالية” و”الجيش الجمهوري الأيرلندي”, لتتوالى بعد ذلك العمليات الإرهابية ففي مطلع عام 2001 نفذ متطرفان ينتميان لضاحية مولينبيك في بروكسل عملية اغتيال القيادي المعارض للقاعدة أحمد شاه مسعود في ولاية تخار الأفغانية، وعقب أحداث 11 سبتمبر كشفت التحقيقات الأمريكية أن بعض قيادات حركة طالبان كانوا يحملون جوازات سفر بلجيكية، وألقت الشرطة البلجيكية في إطار هذه التحقيقات القبض على قيادي بتنظيم القاعدة من أصول تونسية كان يخطط لاستهداف قاعدة عسكرية بلجيكية, كما شارك متطرفين بلجيكيين بعمليات إرهابية مهمة مثل اعتداءات مدريد عام 2004 منهم حسن الحسي البلجيكي الأصل، وتبقى العملية التي قامت بها البلجيكية موريل ديجوك أول سيدة أوروبية قامت بتنفيذ أشهر عملية انتحارية لصالح تنظيم القاعدة في العراق في عام 2005.

لكن الذروة بالعمليات الإرهابية أخذت وتيرتها بالازدياد مع بدايةٍ الربيع العربي   2010 ففي هذا العام تأسس تنظيماً هاماً هو “الشريعة من أجل بلجيكا” Sharia 4 Belgium  كان الهدف منه تعديل القوانين البلجيكية لتصبح متوافقة مع الشريعة ثم تحول التنظيم عقب الثورات العربية إلى أهم التنظيمات التي تقوم باستقطاب الشباب المسلم وإعدادهم للسفر لسوريا للقتال في صفوف تنظيم داعش الذي بدأ نجمه بالصعود كأهم فصيل إرهابي من بقايا تنظيم القاعدة في العراق،  وقد ظهر كنوع من الفصيل الإقليمي بعد أن حوصر تنظيم القاعدة جغرافياً داعش والتي يعتبر مؤسسها  أبو مصعب الزرقاوي عام 2004، عندما كان مشاركًا في العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003، لكن مشروع الزرقاوي وجماعته في العراق لم يكتمل آنذاك ولم يجد الفرصة المواتية له للظهور إلا مع عام 2013  وازدياد حدة الحرب في سورية ولم يجد البعض تفسيراً لانكفاء التنظيم في الفترات السابقة حتى مع ظروف العراق ولكن لماذا دعمت أحداث الربيع العربي في سورية تحديداً الإرهاب وداعش ؟؟؟؟ يبقى هذا السؤال الأهم ؟؟

مع بداية الأحداث  في سورية وانطلاق الثورة السلمية قبيل النزاع المسلح  عام 2011  أجرت صحيفة ديلي تلغراف اللندنية لقاءً مع الرئيس  السوري آنذاك صرح فيه عن الإشكاليات التي تجري في سورية بقوله “إن سورية تعتبر الآن محور المنطقة، وأنها خط الصدع في الشرق الأوسط، ومن يتلاعب بها سيتسبب في حدوث زلزال. هل تريدون رؤية أفغانستان ثانية هنا، أو عشرات الأفغانستانات؟” وأضاف  بالقول : “أن أي مشكلة تقع في سورية ستحرق المنطقة برمتها، وإذا كانت خطة الغرب تقسيم سورية، فإن ذلك سينسحب على المنطقة كلها.”وأكد وقتها الرئيس السوري إن “الدول الغربية ستحاول بلا شك تصعيد الضغوط على سورية.”

هذا التصريح رافقه تصريح آخر على التلفزيون السوري وانتشر بكثرة على اليوتيوب من مفتي سوريا  احمد بدر الدين حسون الداعم الأكبر للرئيس والنظام بمناسبة تشكيل الائتلاف الوطني السوري من المعارضة وبدء الحراك السياسي قام فيه بتهديد الغرب في حال قاموا بأي حراك ضد النظام قائلاً : مع انطلاق أول قذيفة صوب سويا فلبنان وسوريا سينطلق كل أبنائهما وبناتهما ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين أقولها لكل أوروبا وأقولها لأمريكا سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان، فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا لا تعتقدوا أن من سيقوم بالاستشهاد في أراضي فرنسا وبريطانيا وأمريكا سيكونون عربا ومسلمين، بل سيكونون محمد درة جديد وسيكونون كل الصادقين الجدد لا تقتربوا من بلادنا أرجوكم, فبلادنا أرض النور أرادها الله لتشرق على العالم. ورغم أن هذا الوعيد لم يأخذ بعين الاعتبار إلا أنه كان تهديداً صريحاً من المفتي لأوروبا وأمريكا بعمليات انتحارية يقوم بتنفيذها أشخاص متواجدون بالفعل في أوروبا وأمريكا في حال تعرضت سوريا لأي قصف أو اعتداء.وبالفعل العمليات الإرهابية بدأت تزداد بشكل ملفت تزامن والحراك الذي أصبح في سوريا حراكاً مسلحاً بعد أن كان سلمياً, فصحيفة «جارديان» البريطانية أكدت أن الإرهاب في تزايد مستمر، وأنه قفز بنسبة 60% على الأقل خلال العام الأخير، على الرغم من الجهود الأمريكية المزعومة لمواجهته في الشرق الأوسط, ففي سنة 2013، فتحت النيابة العامة الفيدرالية 150 قضية متعلقة بالإرهاب، بينما بلغ عددها 195 في عام 2014، وارتفع الرقم إلى 313 في سنة 2015 وهكذا يزداد كل عام عن الآخر الإعلان عن ارتفاع كبير في عدد الملفات ذات الصلة بالإرهاب، مع العلم أن عدد الملفات عام 2008 كان 53 تحقيقا فقط، وظل الرقم تحت معدل المائة طوال أربع سنوات وحتى عام 2012، ومع ازدياد الرقم والتحقيقات زاد الإرهاب وباتت العمليات الإرهابية تأخذ منحاً جديداً وفي مايو 2014 شهدت بلجيكا تنفيذ عملية إرهابية ضد المتحف اليهودي بقيادة مهدي نموش  وهو مواطن فرنسي من العائدين من سوريا، أما عملية تشارلي ايبدو في يناير 2015 فقد أكدت التحقيقات أن الأسلحة المستخدمة بها تم تهريبها من بلجيكا.

وتأكد الارتباط الوثيق بين بلجيكا والإرهاب في أوروبا عقب الكشف عن تورط عبدالحميد أباعود وإبراهيم عبدالسلام وصلاح عبد السلام في هجمات باريس الإرهابية التي تمت في نوفمبر 2015 وجمعيهم يحملون الجنسية البلجيكية.

وفي هذا الإطار أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في 19 نوفمبر 2015 على أن عبدالحميد أباعود المدبر لاعتداءات باريس شارك في تنفيذ 4 عمليات إرهابية أخري في فرنسا تم إحباطها منذ مارس الماضي لاسيما الاعتداء على كنيسة فيلجويف في جنوب باريس في أبريل 2015 والهجوم الذي تم إحباطه على قطار تاليس في أغسطس  2015 الذي كان سيتم تنفيذه بقيادة البلجيكي أيوب الخزاني، فضلاً عما كشفته التحقيقات الفرنسية عن أن عدد مجلة “دابق” الصادر في فبراير 2015 قد تضمن إشارات مهمة لمهام عبدالحميد أباعود في أوروبا مستعرضاً قدرته على التنقل بين سوريا ودول القارة الأوروبية دون أن تتم ملاحقته أمنياً,

وقبيل العملية الإرهابية الأخيرة في بروكسل، قامت الشرطة البلجيكية بعمليات متعددة للقبض على الخلايا الإرهابية كان أبرزها في يناير 2016 حينما تم القبض على 15 شخص كانوا يدبرون لاغتيال بعض جنود الشرطة وعملية القبض على 11 متورطاً في أحداث باريس في منتصف مارس 2016 والتي تخللها تبادل مكثف لإطلاق النار في العاصمة البلجيكية قبل أن يتمكن صلاح عبد السلام من الهروب ثم تم ضبطه وأربعة من العناصر الإرهابية قبل الهجوم الأخير بثلاثة أيام في ضاحية مولينبيك وهو حي في بلجيكا – مكتظ يقطنه الغالبية المسلمة ويمثلون الجيل الأول والثانى والثالث للمهاجرين، وأصبح واحدًا من أكثر الأماكن التي تؤوى الإرهابيين والمتطرفين, وفى تعبير عن مدى القلق من هذا الحي قال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال: هناك صلة دائما للتطرف بمولنبيك وتلك مشكلة هائلة بالتأكيد، ويضم الحي الكثير من المغاربة والأتراك ومع وصول هذه الهجرات أرسلت بعض دول الخليج دعماً للمدارس الدينية في السبعينيات من القرن الماضي، مما أدى إلى توتر بين المدارس الوهابية والتقاليد المغربية الأكثر اعتدالاً.
معدلات البطالة فى الحى مرتفعة تصل بين 30 % و40 % ومتوسط دخل أقل كثيرًا من مستوى الدخل المتوسط للبلجيكيين بشكل عام,يوجد بالحي نحو 10 مساجد نصفها داخل المباني القديمة، ومع استيلاء المتشددين عليها أصبحت اتجاهات المساجد في حالة تغيير مستمر، إن المدارس والمناطق السكنية عمومًا سيئة كما أن الحي يتناقض بحدة مع حياة المواطنين الأكثر ثراءً في بروكسل وهنا يمكن القول أن العاصمة “بروكسل” تستعد لخوض حرب حقيقية، ضد الإرهاب.

إن ازدياد العمليات الإرهابية في بلجيكا ارتبط بموضوع تجنيد الشباب وتصديرهم لسوريا تحديداً ليغدوا هذا الموضوع ملفاً مفتوحاً، فقد أكدت إحصائيات بعض المؤسسات عن أن بلجيكا تضم أكبر نسبة من المقاتلين الأجانب في سوريا بالمقارنة بعدد السكان، حيث يصل عدد البلجيكيين في سوريا إلى حوالي 500 فرد وفق إحصائيات المركز الدولي لدراسات التطرف في ديسمبر 2015، تمكن حوالي 100 مواطن منهم العودة إلى بلجيكا وهو ما يزيد من احتمالات انضمامهم لخلايا إرهابية.

لكن لماذا وما هي السياقات التي جعلت من بلجيكا دولة حاضنة للإرهاب وملاذاً آمناً للتنظيمات المتطرفة وعصابات الجريمة المنظمة في قلب القارة الأوروبية ؟؟ إن الكثير من التفسيرات والدراسات حاولت الكشف عن ضلوع بلجيكا وارتباطها بالعمليات الإرهابية واعتبارها مركزاً للعمليات والمنظمات الإرهابية وقد لخصها البعض بعدة أسباب منها :

التفكك الحكومي الذي تعانيه  فبلجيكا تمثل نموذجاً لتداعيات الانقسامات المناطقية وضعف اختصاصاتها وقدراتها التنفيذية في مواجهة حكومات وهذا ناتج من الانقسام  الحاد في المجتمع البلجيكي بين الأقاليم الناطقة بالهولندية وتصل نسبتهم إلى حوالي 60% من إجمالي سكان بلجيكا والمواطنين الناطقين بالفرنسية ونسبتهم 39% بالإضافة لنسبة ضئيلة من الناطقين بالألمانية ، هذا الانقسام الذي خلق ضعفاً بالهوية الوطنية البلجيكية وأثر على تصدع مؤسسات الدولة التي لم تعد قادرة على السيطرة على حدودها بكفاءة, بسبب ضعف في المؤسسات الأمنية القليلة العدد وغير الكافية لتأمين المدينة التي تضم مؤسسات دولية متعددة، إن الترتيبات الأمنية في بلجيكا تمثل نموذجاً مثالياً على الفوضى مما زاد من شبكات الجريمة المنظمة فيها وباتت تهيمن على بعض المناطق التي يدار منها عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود التي زاد منها ضعف الحكومة والتردي الاقتصادي الذي تعاني منه أوربا عامةً .

وقد نجحت التنظيمات المتطرفة من اجتذاب الشباب في بلجيكا أكثر لما تعانيه الدولة كذلك من إشكالية معقدة في دمج الأقليات الإسلامية، حيث يبلغ عدد المسلمين بها حوالي 650 ألف مسلم أغلبهم من الشباب الذين يعانون من البطالة والاغتراب، بالإضافة للمشكلات التي يواجهها المسلمون في الحصول على سكن أو تلبية احتياجاتهم الأساسية مما يجعلهم مؤهلين للانتماء للتنظيمات المتطرفة, ويرتبط ذلك بانتشار الفكر المتطرف في بلجيكا نتيجة انتماء بعض الأئمة في المساجد البلجيكية الكبرى للتيارات الإسلامية الأكثر تشدداً وقيامهم بنشر النموذج الأكثر تشدداً من الإسلام بالمقارنة بالعواصم الأوروبية الأخرى وزاد من هذه الإشكالية صعود اليمين المتطرف للحكم وتدفق اللاجئين عبر حدودها إلى داخل الاتحاد الأوروبي، لأن بلجيكا من دول العبور إلى داخل القارة الأوروبية، أما السبب الأكبر الذي استقطب أغلب الإرهابيين والعمليات الإرهابية لجعل بروكسل هدفاً ومنطلقاً استراتيجياً للعمليات هو  تمركز المنظمات الإقليمية والدولية بها حيث تضم بعض مقرات حلف الناتو ومؤسسات الاتحاد الأوروبي ومنظمة الجمارك العالمية ومقر المنطقة الاقتصادية الأوروبية، والمنظمة الأوروبية لسلامة ملاحة الطيران وما يزيد على 2500 وكالة دولية وحوالي 2000 شركة ذات نشاط دولي و150 شركة محاماة دولية مما يزيد من الدلالات الرمزية لأي عملية إرهابية يتم تنفيذها في بلجيكا.

وفي المجمل يمكن القول أن العملية الإرهابية الأخيرة في بروكسل تحمل في طياتها دلالات عديدة يتصدرها أن الدول الأوروبية لم تتمكن من تقييم خطورة التهديدات الإرهابية الداخلية والتي لا يقوم بها مواطنون أوربيون لدرجة أن بعض الدول الأوروبية باتت تضم مناطق ومقاطعات خارج السيطرة الأمنية تتأثر بالتهديدات الإرهابية القادمة من الخارج، فضلاً عن أن العملية تمثل إخفاقاً للمؤسسات الأمنية بالإضافة إلى أن السرعة في تنفيذ العملية تؤكد وجود شبكات للإرهاب المنظم في قلب الدول الأوروبية، وأخيراً يمكن اعتبار هذه العملية هجوماً موجهاً للمشروع الأوروبي الذي لم يتمكن من إتمام سياسات التعددية الثقافية وتحقيق الدمج الاجتماعي للأقليات.

وتبقى المنطقة العربية هي محور ظاهرة الإرهاب، ويوسم الإسلام بها. فقد اعتبرت الدول العربية الثائرة والدول المسلمة أنها بؤرة لتواجد الإرهابيين ومشتل لرعاية الانتحاريين والمتطرفين، لأنها منطقة حروب بامتياز؛ فلم تهنأ المنطقة العربية بسلام ولا استقلال تام , ولطالما تم اتهام حركتها المقاومة بالإرهابية من طرف الرأي العام الغربي، ستبقى هي المكان الذي يجب محاربته للقضاء على هذه الظاهرة.

جاء اتهام الدول العربية والإسلامية أنها منبع لأغلب التنظيمات الإرهابية العالمية كالقاعدة وداعش بسبب الأطروحات وشعارات تلك التنظيمات وأجندتها وأساس عملها الذي يقاتل مريدوها من أجلها وهي رغبتهم في تحرير الأراضي المحتلة ونصرة الدين، خاصة في منطقة تعتمد على الدين والوطنية في تحفيز الناس وتقوية الجبهة الداخلية, لهذا نجد التنظيمات الإرهابية تصدرت المشهد السياسي في العديد من الدول العربية مع بدء الثورات.

لا شك بان الإرهاب في العالم عامة والعالم العربي خاصة ازدادت وتيرته، فالحالة السياسية الرديئة بما تحمل في طياتها من استيلاء على السلطة دون إشراك المواطنين في صناعة القرار الوطني، وانعدام الثقة في المؤسسات العامة وارتهان الحركات السياسية سواء كانت في السلطة أم المعارضة, أفشلت الحركات الشبابية الديمقراطية في تأطير الشباب وتوجيههم نحو العمل السياسي السلمي والبناء، بدلاً من الاتجاه نحو الإرهاب والعنف، بالإضافة إلى الضعف الاقتصادي الذي ساهم في خلق الاحتقان الاجتماعي، فتدني مستوى العيش، مع استفحال البطالة ورداءة الخدمات الصحية، السكنية والتعليمية تغييب العدل عن المجتمع، واستباحة الكرامة زرع بذور الكراهية والتطرف, لذا لجأ العديد من الشباب للدخول في  تنظيمات إرهابية كداعش بعد ثورات الربيع العربي، والكثير أقدم على العمليات الانتحارية, لأن الدنيا أصبحت جحيماً في أعينهم، فيتجهون نحو التطرف الديني والإرهاب، فراراً من اليأس والبؤس، ليجدوا الخلاص في الآخرة، ومما ساعد حقيقة على إيمان الشباب بالعقيدة الداعشية، ودفعَهم للانخراط في صفوفه؛ كذلك فساد قسم كبير من رجال الطبقة الدينية الذين تبنوا خطاباً رجعياً استسلامياً مهادناً للنظم الفاسدة الذين يسميهم البعض علماء السلطان, كما شارك المجتمع الدولي حقيقة بشكل غير مباشر بانتساب الشباب للتنظيمات الإرهابية  إذ وقف مجلس الأمن والقوى العظمى موقفاً سلبياً من الصراع الدائر في سورية؛ ما دفع كثيراً من الشباب لليأس وتبني التطرف, ولايقتصر الأمر على ما سبق؛ فهناك أسباب نفسية، وشخصية فضلاً عن أسباب عامة كثيرة، كلها كانت رافداً لتغذية صفوف التنظيم ومدّه بالمقاتلين, خاصة مع موجات الثورة المضادة وعودة الأنظمة السابقة بما تحمله من وجوه استبدادية، ملامح قمعية ورغبات انتقامية تمثلت في تغليب الهاجس الأمني عبر تضخيم الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتم اغتيال المشروع التنموي عبر الفساد الإداري والمالي وغياب رؤية للمشاكل الاقتصادية كالبطالة، ارتفاع الأسعار، الفقر والتهميش الاجتماعي، ناهيك عن قتل الربيع الديمقراطي باعتقال الشباب، حل مجموعة من الأحزاب والتنظيمات السياسية.

بذلك، عاد الإرهاب في أشكال متعددة مستندًا إلى أحادية المشروع والرؤية في أن مستقبل المنطقة العربية في حكمه لها، كما استيقظت خلاياه في كثير من الدول فتعددت العمليات الإرهابية والانتحارية في تركيا، فرنسا، بلجيكا والولايات المتحدة الأميركية.

وبين تفجيرات باريس وبلجيكا واسطنبول التي كان اخرها الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك باسطنبول يوم 28 جوان والذي خلف نحو 36 قتيلا وأكثر من 100 جريح، نجد اختلافاً كبيراً بتعامل العالم نحوه وهذا ما نلحظه في وسائل الإعلام فهناك فرق بالتعاطي والتعاطف الذي حظيت به فرنسا وبلجيكا عقب الهجمات الإرهابية شهر نوفمبر 2015 ومارس 2016 على التوالي، ما يعني أن الإرهاب لن يكون إرهابا إلا عندما يضرب الدول الغربية المسيحية, خاصةً وان بين هذه الأعمال الأرهابية حدث الكثير في لبنان الذي هزها تفجير إرهابي في برج البراجنة قبل التفجيرات الإرهابية في باريس, وعدة عمليات في الدول الإفريقية مثل نيجيريا التي تواجه شبه منفردة (أي بدون دعم دولي) جماعة بوكو حرام التي خلفت القتل والتدمير في الدول الإفريقية واحتجزت في الآونة الأخيرة نحو 5 ألاف رهينة تمكن جيش نيجيريا من تحريرهم., أما عمليات الإرهاب ومحاربة الإرهاب التي تحدث في البلدان العربية فلم تعد حدثا مدويا في الدول الغربية ولا في وسائل إعلامها بل حتى في الدول العربية ووسائل إعلامها أيضا، ففي سوريا المواجهات الجارية يمكن أن تمثل أكبر أنواع الإرهاب في العالم مئات الآلاف القتلى من الشعب السوري وهجرت نحو12 مليون سوري سواء نحو الخارج أو في شكل هجرة داخلية, وهناك 800000 معتقل سوري يعيشون بظروف غير إنسانية يقال قضي على 80% منهم تحت التعذيب وتغير ديموغرافي بشكل قصري وفي العراق قضى التدخل الغربي أساسا على الدولة العراقية وأحالها إلى ساحة للحرب بين العديد من المكونات العراقية وغير العراقية راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين, وفي ليبيا أدى التدخل الغربي العسكري للإطاحة بالدولة الليبية في عهد القذافي إلى تحطيم الدولة الليبية وإحالتها إلى ساحة للحرب بين عدة جماعات مسلحة مثل جماعة حفتر وثوار بن غازي والبنيان المرصوص وإرهابيي داعش وغيرهم، ويسقط يوميا قتلى وجرحى من الشعب الليبي,وظروف مصر التي تعيشها كذلك, ليصبح الساسة في هذه الدولة وجودهم مبرر بما يدعى الحرب على الإرهاب رغم ما يجري, على أن الدول الغربية لم تقف موقفا حازما لمحاربة الإرهاب لا في سوريا ولا في العراق ولا في ليبيا، ويمكن أن نسرد مئات الأمثلة التي تبرز النفاق العالمي وخاصة الغربي وازدواجية المعاملة بخصوص الإرهاب الذي يضرب الغرب والإرهاب الذي يضرب الدول العربية أو الإسلامية مثل باكستان وأفغانستان وحتى عندما يضرب الأقليات المسلمة مثلما يحدث في بورما.

وهكذا وبسبب عدم الاستقرار في الدول العربية تحديدا، والتدخل الغربي المغذي للإرهاب، أصبحت الدول العربية مفرخة للجماعات الإرهابية من جهة ومولدة للهجرة الشرعية وغير الشرعية من جهة أخرى، وبات أمرا شبه طبيعي أن تحدث العمليات الإرهابية خارج حدود الوطن العربي والعالم الإسلامي كرد فعل انتقامي من جهة، أو كإرهاب متحكم فيه، على اعتبار أن العمل الإرهابي في الوقت الراهن أصبح وسيلة من وسائل السياسة الدولية، وهذا ما أكدته هيلاري كلينتون المرشحة لرئاسة أمريكا 2016 التي قالت أن أمريكا كانت وراء الحرب الأهلية في سوريا وهي أفضل وسيلة لمساعدة إسرائيل، مثلما كان التدخل الأمريكي في العراق الذي أدى إلى تدمير كلي للعراق وسيلة مثلى كذلك لتقوية إسرائيل، وتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، والتوجه نحو خلق حرب دينية إسلامية في منطقة الخليج.

وينطبق هذا أيضا على غيرها من الأمكنة وربما حتى على التفجيرات الحاصلة في تركيا. على اعتبار أن تركيا هي أهم دولة إسلامية حققت قفزة تنموية كبيرة وأصبحت نموذجا للتنمية بالنسبة للدول العربية والإسلامية.

بعد الاعتداءات الإرهابية على باريس وبروكسل تضاعف الحزم الغربي لمحاربة الإرهاب خاصة تنظيم داعش في العراق و سوريا، وبغض النظر عن كل الأخطاء السياسية التي تركبها الأنظمة الحاكمة  يستمر الإرهاب ويزداد قسوة ويحصد الكثير من الأرواح , على أننا نعني بالإرهاب كل أنواع الإرهاب وليس الإرهاب الذي يجتاح أوروبا فقط فسوريا على سبيل المثال تعاني أسوء أنواع الإرهاب السياسي والحربي والتي تحولت مشاهده الإرهابية من مجرد مشاهد تعرض علي شاشات التلفزيون للمواطن والعالم  إلي واقع أليم معاش يدفع ثمنه في العمق البشر  بل يزيد ويساعد ويكون نتيجة لانتشار الجماعات المسلحة والمتطرفة مما يؤدي لدخول تلك الدول في نفق مظلم من الصراعات العرقية والطائفية المسلحة يدفع ثمنها شعوب العالم بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام.

ويبقى السؤال دائما لماذا لم تستطع الجهود العالمية والتحالفات الدولية بكل ما فيها من قوة القضاء على الإرهاب وما زال كل يوم هو في ازدياد؟؟ ولماذا لا يطلق مصطلح الإرهاب إلا على العمليات التي يقوم بها المسلمين تحديداً؟؟

إن الإرهاب والتطرف والعنف لم يأتِ اعتباطًا ولم ينشأ جزافًا بل له أسبابه ودواعيه و نشأة هذا الفكر متعددة ومتنوعة ، فقد يكون عائداً  أسبابًا فكرية أو نفسية أو سياسية أو اجتماعية أو يكون الباعث عليه دوافع اقتصادية وتربوية لكن وبالنظرة الشاملة المتوازنة نستطيع أن نجزم بأن الأسباب متشابكة ومتداخلة ، ولهذا لا ينبغي أن نقف عند سبب واحد ، فالظاهرة التي أمامنا ظاهرة مركبة معقدة وأسبابها كثيرة ومتداخلة إن دراسة فاحصة للجذور الفكرية للجماعات والأحزاب في “حياة المسلمين المعاصرة” تتطلبُ نظرةً عميقةً لهذه الفِرقِ والجماعات والأحزابِ التي تنظر لغيرها أنه مخالفٌ لها ، فاعتبروا الجميع أهل فتنة وبدعةٍ .

لكن ليس كل المسلمين إرهابيين، وليس كل الإرهابيين مسلمون فلماذا لا نرى المسيحيين أو البوذيين أو الإرهابيين اليهود؟

فهناك من ارتكب أعمالاً مروعة وإرهابية ضد الإسلام، لكن وسائل الإعلام لا تظهرهم ولا يسلط الضوء عليهم ولا أحد يقوم بحرب ضدهم, فالكثير من الذين ارتكبوا هجمات إرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا ليسوا مسلمين، وأذكر بعض الإحصاءات ، ففي أوروبا الهجمات الإرهابية المرتكبة من طرف المسلمين أقل من 2٪ من العدد الإجمالي للهجمات الإرهابية هناك, وهذا من تقرير وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي “يوروبول”، على سبيل المثال، كانت هناك 152 هجمات إرهابية في أوروبا في عام 2013، ولكنه كان “دوافع دينية” وراء الهجوميين كل من هذه الهجمات، مقابل 84 هجوما إرهابيا بسبب المعتقدات العنصرية هم أو القومية أو الانفصال.

أيضاً  في بورما الإرهابيون البوذيين المتطرفون الذين قتلوا ومثلوا بالمسلمين وحرقوا منازلهم, والمستوطنون  الإسرائيليون العريقو القدم بالإرهاب لا يسلط الضوء عليهم في أمريكا، أيضا، المتطرفة, دراسة من جامعة نورث كارولينا في عام 2014، أنه منذ هجمات 11/9، لم توجد عمليات إرهابية ارتبطت بالمسلمين، في حين أن 190 ألف أمريكي قتلوا في نفس الفترة الزمنية بعميلات إرهابية, وأكبرها عام2013 على يد الطفل، وليس على يد إرهابي، وفي تلك السنة، وقتل ثلاثة أمريكيين في تفجير ماراثون بوسطن وهناك الكثير من الأمثلة لكن وسائل الإعلام لا تغطي الهجمات الإرهابية التي تحدث من قبل غير المسلمين, إي أن الحقيقة ليس كل الإرهابيين مسلمون، في الواقع، فمهما كانت العمليات التي يقومون بها تبقى تشكل نسبة ضئيلة جدا وهذا ليس للتقليل من  الأخطار التي يقوم بها  المتطرفون الإسلاميون، ولكن للفت الانتباه إن حالة الإرهاب هي حالة عالمية لها أسبابها ومسبباتها وداعمها وليست مشكلة دين فقط .

_…شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post تهديدات الجوار: المطلوب أوروبياً لتخفيف تداعيات الصراع السوري تهديدات الجوار: المطلوب أوروبياً لتخفيف تداعيات الصراع السوري
Next post التزايد الخطير في النزعة الشعبوية -هجمات على قيم حقوق الانسان في العالم