تغلغل إيراني كبير في العراق

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير مفصل عن التغلغل الإيراني في جاره الغربي العراق. ولكن ماذا عنت الصحيفة بالتغلغل؟ الصحيفة غضت النظر عن الحرب التي تقودها بغداد ضد المتطرفين في أنحاء البلاد، وركزت على ما يخص الحياة اليومية للأشخاص وطعامهم وشرابهم وملابسهم وما إلى ذلك، حتى المخدرات التي يتم تعاطيها في العراق، فقد تم جلبها، وفقا لتقرير الصحيفة، من إيران وهربت عبر الحدود التي تتعمد السلطات الإيرانية تركها دون ضبط أو تشديد.ويلقي التقرير الضوء على الدور السلبي الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية، حين غزت العراق عام 2003 لتخرج منه، بعد تخريبه، بكفي حنين، ورؤيتها للعراق كركيزة أساسية في منطقة الشرق الأوسط. ونددت الصحيفة بالمبالغ المالية الهائلة التي أنفقتها الولايات المتحدة والتي وصلت إلى أكثر من تريليون دولار أمريكي. كما تناولت الصحيفة مسألة النفوذ الإيراني التي تملكه طهران على الأراضي العراقية منذ إسقاط نظام صدام حسين، الذي كان يمثل عدوا لإيران. وسرعان ما أصبح العدو السابق لإيران التي خاضت ضده حربا في الثمانينات من القرن الماضي نقطة انطلاق لنشر النفوذ الإيراني في المنطقة. وتنبأت الصحيفة بتسلل إيراني عسكري وسياسي واقتصادي وثقافي.طبقا للصحيفة، أن المليشيات المسلحة المنتشرة حاليا في إيران والمعروفة بال“حشد الشعبي” لا يقتصر دورها فقط على تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة، وإنما تعمل في الوقت نفسه على تمويل الجماعات الموالية في سوريا ولبنان بالمقاتلين والسلاح، مما زاد من التوترات الطائفية في المنطقة، خصوصا مع الدول الداعمة للسنة وحلفاء أمريكا الذي اعدوا عدتهم للقتال.ومثلت العراق ذات الأغلبية الشيعية نواة للدولة الإيرانية في المنطقة للسيطرة على جذور الانشقاق بين الشيعة والسنة والتي تعود إلى 1400 سن، وكانت الصراعات تكمن بعد وفاة النبي الكريم محمد بن عبد الله في إمارة المسلمين وتوحيدهم، ولكن اليوم باتت الصراعات حول الجغرافية السياسية للبلاد المسلمة شيعة كانت أو سنة، طبقا للصحيفة.وتحدث وزير المالية العراقي السابق هوشيار زيباري إلى “نيويورك تايمز“، قائلا: “التأثير الإيراني مسيطر ومهم“، متهما طهران بإقالته من منصبه بعدما “ارتابت” بشأن علاقته بالولايات المتحدة.وسياسيا، لإيران العديد من الحلفاء داخل البرلمان العراقي بإمكانهم المساهمة في تمرير مصالحها، كما أن تأثيرها في اختيار وزير الداخلية يكفل لها السيطرة على الوزارة بكافة أفرعها.فبخلاف تشكيل ميليشيات وتدريب مسلحيها على الأراضي العراقية، تقود شركات إيرانية مشروعات مدنية بحتة في عدد من مدن العراق، منها على سبيل المثال تولي رفع وفرز النفايات في النجف، بقرار من مجلس المدينة.كما غزت المنتجات الإيرانية الأسواق العراقية من حليب ولحوم ودجاج، بالإضافة إلى إسمنت وقوالب طوب إيرانية التصنيع.

يورونيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post فتح الحرم القدسي الشريف بعد الهجوم الدامي
Next post السراج يدعو لانتخابات برلمانية ورئاسية وجهود ليبية ودولية لإنهاء الصراع