ماذا لو بقي “محمد بن سلمان”..!!

 

سلامه عطا الله – بروكسل

حجم المعلومات التي تقترب من الحقائق، حول تورط ولي العهد السعودي، بمقتل الصحفي “خاشقجي”، أنتج تكهنا سائدا، بأن النجاح التركي في إدارة المعلومات، سيقود الى نجاح في تحقيق الهدف المعلن – بالتخلص من “محمد بن سلمان” -.
موازنة تبدو طبيعية، بالنظر الى كفتين: واحدة عملت بدهاء، والثانية وصمت بالغباء.
مستوى التفوق التركي ـ القطري، واضح، والفارق كبير، لكن المعركة لم تنته بعد، في ظل مقاومة الأمير الشاب، لمحاولات إقصائه.
وفي بيئة التفاعلات بين المعسكرين، تتعاظم قائمة التكهنات، حول نقاط ضعف المقاومة “السلمانية”، وصار صعب على المتابعين الموضوعيين، التفريق بين التحليلات والتمنيات.
التفريق بين “الجريمة” و”مستغليها”.. بين الدوافع الإنسانية، والدوافع السياسية.. بين الخلافات المنتجة، والمخططات المدمرة..
لكن لم ننس بعد، ما سمعناه على منصات إعلامية خلال السنوات الأخيرة، بقرب انتهاء هذا الرئيس، أو ذاك النظام، وتحولت “الأيام القليلة” الحاسمة، الى أعمار من دماء، في سوريا وليبيا والعراق.
نماذج حية، لا تزال قادرة، على إحياء الموضوعية في مواجهة التوجيه.
نماذج يحفظها “جوجل” و”يوتيوب”، عن صدق اختلط بتزوير، وشعارات مثالية لا تصلح لمحاكمة واقع معقد، وجموع من الطيبين، سلموا وجدانهم، لأصحاب أجندة، يجيدون التستر والتزويق والتجييش.
الذاكرة الحية في الشرق الأوسط، تفيد بأن النصر لا يقاس فقط، بحساب المتفاعلين على المنصات المختلفة، ولا يقاس بعدد الألسن الناطقة، لأن عقولا كثيرة: تراقب، تفكر، تتابع، تراكم الاستنتاجات، ولا يشغلها التعقيب والتعليق والتسجيل، فضلا عن الاصطفاف أو الانجرار.
لأن عقولا كثيرة، ترفض التصديق، بالحسم المبكر، أو تصدير النتائج قبل الوقائع، ولا تؤثر عليها الدعاية، لتتعامل مع المفترض، وكأنه مثبت.
قضية “خاشقجي” حققت إنجازا مهما، بتذكير كل حكام المنطقة، بأن توهمات السلطة المطلقة، تتناقض والسعي لإطالة عمر الحكم، وأن محركات الشعوب، لا يمكن توقعها أو ضبطها.
كما فتحت الباب، أمام تغيير حقيقي في السعودية، وهنا الاختبار:
هل الأجدى، تغيير السلوك أم تغيير الأشخاص؟.
تغيير بإشراك الشعب، أم بتدوير السلطة في نطاق العائلة الحاكمة؟
قضية “خاشقجي” دولية بامتياز، لكن التغيير لا يمكن أن يكون إيجابيا، إلا إذا كان فعلا وطنيا داخليا، وهنا أيضا الاختبار:
هل سيتجاوز الشعب السعودي مرحلة “الخجل”، ويتحدث بنفسه عن خلاصاته، وقراره الداخلي؟.
كل ما يقال عن التفاعلات الشعبية السعودية، وموازين القوى، لا يخرج عن دائرة التكهن أو التوقع، لأن الشعب لم يقل كلمته بعد، وكلمة الشعب لا تكون بالإجماع، ولكن بشكل جماعي.
إذا كان ولي العهد السعودي، قد أصيب بتوهم السلطة المطلقة، فإن ما حدث، سيلزمه بالتوقف والمراجعة وربما دفع الثمن، لكن إصابتنا الجماعية، كانت بإعلام، تجاوز دوره ككاشف وناقد، الى قاض وجلاد.
إعلام أصيب بتوهم السلطة المطلقة، فظن أنه يختصر السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية، ويتجاوز السياسة الداخلية، والتفاعلات الشعبية، فيذل من يشاء، ويعز من يمول

كل المقالات المنشرة لاتعبر عن وجهة نظر والخط التحرير لشبكة المدار 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post حادث تصادم لموكبي تيريزا ماي وشارل ميشال
Next post الوكالة الفيدرالية للرقابة النووية في بلجيكا تعطي الضوء لإعادة تشغيل المفاعل Tihange 1