فرنسا بانتظار خطاب ماكرون

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ يلقي اليوم، الاثنين، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من قصر الإليزيه خطاباً، طال انتظاره، وذلك بعد مرور أربعة أسابيع من بدء تحرك “السترات الصفراء” الذي تشهده فرنسا.ويخلُص كثير من المراقبين إلى أن الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية في البلاد كبيرة، وأن المؤسسات الديمقراطية في خطر. وكتبت الصحافة الفرنسية “أنه من واجب ماكرون تقديم إجراءات ملموسة وفورية للفرنسيين في خطاب اليوم، من دون التراجع عن المشروع الإصلاحي الذي انتخب لأجله في 2017”.ولا تنحصر الأزمة الفرنسية في إطار تحرك “السترات الصفراء” فبالتوازي مع هذا التحرك تظاهر أيضاً السبت الفائت تحرك “السترات الخضراء” الذي ينادي بمطالب بيئية، والذي يقول كثير من مناصريه إنهم يؤيّدون “السترات الصفراء”.إضافة إلى ذلك تشهد فرنسا تحركاً لطلاب الثانويات الذين بدؤوا بالتظاهر منذ بداية الأسبوع الفائت، مقفلين المدارس في عدّة مناطق فرنسية، رفضاً “للإصلاحات” المقبلة.في الخلاصة، تبدو الحكومة الفرنسية في موقف لا تحسد عليه، حيث يرى مراقبون أن ثمة تراكماً من النتائج الفاشلة وهو ما أجج غضب الشارع، وعدداً من الضربات الموجعة المتتالية.ومن تلك الضربات يمكن ذكر استقالة وزير البيئة والانتقال الأيكولوجي السابق، نيكولا هولو، أو “فضيحة” كبير حراس الرئيس الفرنسي، ألكساندر بينالا.بعد أيام طويلة من الصمت إذن يلقي الرئيس الفرنسي كلمة متلفزة اليوم، في الساعة الثامنة مساء بتوقيت باريس.ويرى مراقبون أنه لا خيار أمام الرئيس الفرنسي إلا برمي أوراقه كاملة، ذلك أن الأزمة التي يواجهها الرئيس بعد 18 عشر شهراً من فوزه بالانتخابات، ليست عادية أبداً.وتشير الإحصائيات الأخيرة التي أجرتها مؤسسة “يوغوف” المستقلة، إلى انخفاض حاد في شعبية ماكرون إلى مستوى غير مسبوق، حيث بلغت 18 بالمئة فقط.وقال الكاتب والصحافي الفرنسي العريق، ألان دوياميل، يوم أمس، خلال ظهور له على شاشة القناة الثانية “يكرهه الفرنسيون اليوم لذات السبب الذي دفعهم إلى الإعجاب به منذ 18 شهراً”.وأضاف دوياميل “خيارات الحكومة بالتعامل مع تحرك “السترات الصفراء” لم تكن ذكية، ولكن خيارات المعارضة، بمختلف أطيافها، كانت بائسة”.وفي اتصال أجراه تلفزيون “بيه أف أم” بقصر الإليزيه، قال أحد المقربين من ماكرون إنه “يقاتل من أجل الخروج من أزمته”.وقال أحد الوزراء المقربين من ماكرون للمصدر نفسه “لن يكون بوسعه إطفاء النار عبر اتخاذ خمسة إجراءات”، مضيفاً “عليه الاعتراف بخطئه وتحمّل المسؤولية بشكل كامل”.وكانت وزيرة العمل مورييل بينيكو قد أعلنت يوم أمس أن الرئيس الفرنسي سيعرض على الفرنسيين خلال كلمة اليوم “إجراءات ملموسة وفورية”.في السياق، عبّر وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، الذي يمثل الثقل الأبرز في الجناح اليساري المؤلف للأكثرية الحاكمة، عن قلقه على المؤسسات الديمقراطية.ودعا لودريان ماكرون إلى بناء “عقد اجتماعي جديد (مع الفرنسيين) لا يمكن الاستغناء عنه”.في هذه الأثناء يلتقي إيمانويل ماكرون بممثلي نقابات فرنسية حيث سيتم التطرق إلى ثلاثة إجراءات أساسياً بحسب ما تناقلته وسائل إعلام فرنسية.ومن بين هذه الإجراءات التسريع في إلغاء ضريبة السكن، وإلغاء الضريبة عن ساعات العمل الإضافية، ومنح علاوة للفرنسيين لرفع قدرتهم الشرائية.

يورونيوز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post السترات الصفراء” في ألمانيا
Next post نهايةُ عهدِ نيكي هايلي فشلٌ وسقوطٌ