الممثل ومغني الأوبرا حسن كامي في ذمة الله
شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_بصورة تجمعه مع شجرة عيد الميلاد على “فيسبوك”..توفى أشهر بابا نويل مصر قبل أن يحتفل بأعياد الكريسماس، إنه الفنان القدير حسن كامى الذي حفر صورته كأحد أبرز الباشوات على شاشات السينما والتلفزيون، قبل أن يرحل عن دنيانا اليوم عن عمر ناهز 82 عاماً إثر أزمة صحية مفاجئة بعد حياة حافلة مع الفن جمع خلالها بين التمثيل والغناء الأوبرالى. ولد الفنان الراحل فى الثاني من نوفمبر عام 1936، بنسب يعود إلى “الأسرة العلوية”، لترتسم عليه ملامح “البشوية” التي لم تكن مصطنعة لديه، فجدته كانت إحدى بنات محمد على باشا ـمؤسس مصر الحديثةـ.وكعادة أبناء الأسر الأرستقراطية في ذلك الوقت التحق كامى بكلية الحقوق، التي كانت تُضفى وجاهة اجتماعية على خرجيها، وتؤهلهم لشغل المناصب السياسية، لكن الموهبة الفنية لدى كامى دفعته إلى اتجاه آخر بعد حصوله على “ليسانس الحقوق”. قرر كامى دراسة الغناء الأوبرالى، ثم توسع في ذلك ليحصل على دراسات العليا من معهد الكونسرفتوار، وكانت بدايته من دار الأوبرا الملكية عام 1963 ليتزامل مع الرواد الأوائل لهذا الفن، مثل السيدة رتيبة الحفنى، والمطربة أميرة كامل – شقيقة الفنانة والنائبة البرلمانية المعروفة فايدة كامل.وخلال مسيرته الأوبرالية قدم كامى 270 عرضاً، ونال شهرة واسعة في عدة دول مثل إيطاليا، والولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وغيرها من الدول، كما أدى دور البطولة في “أوبرا عايدة” عند تقديمها فى الاتحاد السوفييتى السابق لأول مرة عام 1974.وصل كامى في مسيرته الأوبرالية إلى درجة “تينور”، وتعد هذه الدرجة أعلى طبقة فى الأصوات الغنائية الرجالية في الأوبرا، وقد حصل على عدة تكريمات دولية منها، حصوله على الجائزة الثالثة العالمية في الغناء الأوبرالي من إيطاليا عام 1969، الجائزة الرابعة العالمية عام 1973، الجائزة السادسة من اليابان 1976م، والجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأوليمبية بسول بكوريا الجنوبية عام 1988. لم يقتصر كامى في مسيرته الفنية على الغناء الأوبرالى، بل إن دائرة الفن لديه قد اتسعت لتشمل “المسرح” و”السينما” و”التلفزيون” منذ قدمه الفنان محمد نوح لأول مرة في مسرحية انقلاب في أواخر الستينيات، ومنذ إطلالته الأولى أدرك الجميع أن السينما والتلفزيون قد اكتسب “باشا جديد” ليعوض غياب الرعيل الأول الذي اكتسب شهرة واسعة في أداء هذا الدور مثل، سليمان نجيب، وسراج منير، وزكى رستم، لكن ما يميز كامى عن هؤلاء البشوات أن لكنته العربية الممزوجة بشيء من التركية لا تجعله مؤدياً لها بقدر ما تكشف عن طبيعة تربيته في الأسرة الملكية السابقة، فضلاً عن إطلالته التى تجمع بين “السيجار” و”الإسكارف” و”الشعر الأبيض”.ولعل من أشهر الأدوار”الباشوات” التي أداها حسن كامى كان في المسلسل الكوميدي لشهير”ناس وناس” عن قصة الكاتب الكبير أحمد رجب، حيث أدى شخصية “عزيز بك الأليت” الذي يتحدث عن مشروعات كبيرة مع “الكحيت” الذي كان يقوم بدوره الفنان الراحل أحمد راتب. ظهر الفنان حسن كامى في أدوار الملك، والباشا، والإكسلانس النبيل في عدة أعمال درامية مثل، الملك فاروق، بوابة الحلواني، الخواجة عبد القادر، المصراوية، ناس وناس، وغيرها من الأعمال.أما في السينما فقد قدم عدة أفلام منها، سمع هس، ناصر 56، دموع صاحبة الجلالة، زكى شان.تعرض الفنان حسن كامى لمحنة كبيرة عندما فقد ابنه وزوجته، ما دفعه للاهتمام بمكتبته التي تضم 40 ألف كتاب ومخطوط فى منطقة وسط البلد، والتي يعود تاريخها للقرن التاسع عشر، حيث كان يمتلكها أحد المستشرقين اليهود، الذي غادر مصر بعد العدوان الثلاثي عام 1956، فاشتراها حسن كامى. لعل من المفارقات، أن الفنان الراحل يعد أشهر من جسد شخصية “بابا نويل” حين ظهر مرتدياً زيه الشهير في أغنية “هات أحلامنا يا بابا نويل” والتي شارك فيها الغناء مع الفنانة نيللى، ومصطفى قمر، لكن “بابا نويل” رحل قبل الاحتفال بأعياد الميلاد، فكان آخر ما نشره الفنان حسن كامى على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صورة له مع شجرة عيد الميلاد، معلقا عن التجهيزات لهذه الأعياد .
بوابة الأهرام