غسان سلامة لرئاسة ليبيا
محمد علي المبروك خلف الله
شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_سنوات من عمر ليبيا وعمر الشعب الليبي تكاد تكمل العقد الأول من عهد لم يكن من حصاد إلا ساسة تنفيذ وتشريع ( حكومات ومجلس نواب ومجلس دولة ومؤتمر وطني ) ضربوا عجبا في تسييرهم المتخبط لليبيا نحو الانهيار ولا يستطيعون عكس هذا النحو إلى نحو الاستقرار لضعف في القدرات العقلية والنفسية والشخصية ولضعف في الأخلاق فجعلوها بلادا شديدة الفشل وشديدة الفساد وشديدة الرداءة وشديدة التعقيد وشديدة البؤس .تحصنوا في مناصبهم إلى حد تقسيم البلاد بينهم إلى دولة ليبية في الشرق ودولة ليبية في الغرب ومددوا لأنفسهم دون أن تكون لهم أي إنجازات أو أي إرادة للنهوض بليبيا بل ينامون كسلا ويستيقظون كسلا في فنادقهم وقصورهم على شدة الانهيار وشدة الانحطاط وشدة الفساد وما استيقاظهم إلا بورود ثرواتهم الشهرية التي خصصوها أو غنموها لأنفسهم ، مددوا لأنفسهم وامتد البؤس بالشعب الليبي وكأن الشعب الليبي ليس من حقه أن يحيا بكرامة واستقرار كما تحيا شعوب العالم ، مددوا لأنفسهم وامتد بليبيا الانتهاك والضياع وكأن ليبيا ليس من حقها أن تكون بلادا ذات سيادة وذات ريادة ولا حق إلا للسفيه والأحمق والمجرم والجشع في أن يظل أبدا نائبا أو عضو مجلس دولة أو عضو مؤتمر وطني أو وزيرا أو مديرا أو سفيرا وقد أرادوها بلادا مريضة محتضرة ، وأرادوا ان يكونوا هم فيروسات وبكتيريا مرضها، فيروسات حقيقية مفترسة لليبيا ومفترسة لشعبها لاتتزحزح عن مواضع مناصبها حيث وجدت الافتراس في مناصبها السياسية . ساقط مسقط الدستور والإعلان الدستوري .. ساقطة مسقطة الديمقراطية وانتخاباتها .. ساقطة مسقطة الشعارات الوطنية عندما ترهن بلاد وشعب تحت حكم اللصوص والسراق والجهلة والسفهاء فيدخلونها في حالة مطلقة معقدة من البؤس السياسي والاقتصادي والاجتماعي كما هو حادث في ليبيا . أن إنقاذ ليبيا والنهوض بها لايتطلب ليبيين ولا يتطلب أصول وطنية بل يتطلب أخلاق إنسانية وقدرات عقلية ونفسية وهى تتعلق بالفروق الفردية بين البشر وليس لهذه الأخلاق الإنسانية والقدرات العقلية والنفسية وجود عند ساسة ليبيا على تعاقبهم إلا القلة منهم والدليل أن ليبيا تتهاوى ولاتنهض وتتساقط ولا تصعد بوجود هؤلاء الساسة إلا أن هذه القدرات العقلية والنفسية والأخلاق الإنسانية كانت بارزة وواضحة عند غسان سلامة الذي لاينتمي لليبيا والذي لا أصول وطنية له في ليبيا وظهر كشخصية سياسية جامعة في المشهد السياسي الليبي لها إرادة واضحة لانتشال ليبيا من مستنقعها وضمن حدوده الوظيفية الضيقة كمبعوث للأمم المتحدة في ليبيا استطاع أن ينجز مالم ينجزه حكام ليبيا وكانت له إرادة ماكانت لحكام ليبيا الذين أصولهم وطنية وجنسياتهم ليبية وليس الأمر مستغربا كما يبدو للكثير لان إدارة أي بلاد لايتطلب أن يكون من يدير هذه البلاد أصوله وطنية أو أن يكون من جنسية البلاد أو أن يكون من قبيلة من قبائلها ذات الانتماء الفخري لعهد الجاهلية الأولى بل يتطلب قدرات عقلية ونفسية وأخلاق إنسانية وليس غريبا أن يكون غسان سلامة هو الناهض بليبيا وهو الطبيب المعالج لبلاياها المتراكمة والمفاجئة بإرادة وطنية وكأنه بالفعل ليبي وأصوله ليبية في حين ساسة وحكام ليبيا لايجيدون إلا الثرثرة عبر القنوات الفضائية والمؤتمرات الصحفية في سفه سياسي غريب. من رصيد الإنجازات الوطنية والتاريخية لغسان سلامة في ليبيا الذي يؤشر لقدرات عقلية ونفسية وأخلاق إنسانية مفقودة عند ساسة ليبيا وهو رصيد لم يحصده أحدا من ساسة فبراير على تعاقبهم ، الآتي :-
– سنوات من الصراع في ليبيا بين أطراف لم يجمعهم وطن ولم يجمعهم دين ولم تجمعهم أخلاق واستطاع غسان سلامة أن يجمعهم لأجل ليبيا في عدة اجتماعات دولية في باريس وجنيف وايطاليا وتونس وغيرهم .
– بعد الحرب الأخيرة على الهلال النفطي لم ينظر حكام الشرق الليبي وحكام الغرب الليبي بحكمة الحكام الحكماء إلى مصلحة الشعب الليبي في الهلال النفطي كما نظر بحكمة إليها غسان سلامة فحكام الشرق الليبي أرادوا إدارة النفط الليبي بأنفسهم وحكام الغرب الليبي أرادوا إدارة النفط الليبي بأنفسهم مما سينشأ عن ذلك صراع سيدخل النفط الليبي في حالة من التعطل ستكون تداعياتها كارثية على ليبيا واستطاع غسان سلامة بتدبير عقلي الملائمة بينهما بحراسة النفط من المنطقة الشرقية وإدارته في المنطقة الغربية وتقسيم عائداته على الطرفين مما أعاد تدفق النفط الليبي من جديد وماكان سيتدفق النفط لولا غسان سلامة لتعنت قيادة العسكر والعصابات في الشرق الليبي ولتعنت ساسة طرابلس في تلك الفترة .
– لم تنته الحرب الأخيرة في طرابلس بين عصابات طرابلس السمينة والعصابات الغازية النحيلة لولا تدخل غسان سلامة عبر مساعيه التي خلصت باتفاق الزاوية الذي أنهى الحرب آنذاك ولم يسمع من ساسة ليبيا إلا التصريحات والتخرصات والتفرج الصريح من قصورهم وفنادقهم على هلع وقتل وتهجير المدنيين في طرابلس (( لمعرفة العصابات السمينة والعصابات النحيلة اطلعوا على مقال (مايحدث في مدينة طرابلس) من مقالاتي )) .
– من حرفة ساسة ليبيا أنهم شتتوا الشعب الليبي شتاتا وأبادوا وحدته الاجتماعية والوطنية وناموا على ذلك واستطاع غسان سلامة عبر ترتيبات متأنية أن يجمع الليبيين ويصهر هذا الشتات عبر مؤتمرات وحوارات وطنية جمع فيها الليبيين داخليا وخارجيا حتى جمعهم أجمعين على المؤتمر الجامع الذي سينعقد لاحقا .
– عرفوا ساسة ليبيا باللامبالاة وبانعدام لغيرتهم على أموال ليبيا في الخارج لهذا لامراقبة ولا حماية للأرصدة الليبية في الخارج إلا من الأمم المتحدة عبر غسان سلامة .
– يعرف على ساسة ليبيا استسلامهم لابتزاز العصابات المسلحة في شرق وغرب ليبيا على السواء والتي صرفت لها الأموال العامة ظلما وهدرا ونهبا ولا إرادة لديهم لردع هذه العصابات والحد من إجرامها إلا بخطوة من غسان سلامة بما يعرف بالترتيبات الأمنية ولو أنها خطوة لازالت متعثرة .
– بسبب السياسات السفيهة الاقتصادية والمالية لساسة ليبيا وصل أبناء الشعب الليبي إلى حالة معيشية بائسة عجز فيها عن شراء الغذاء والدواء والكساء بعد أن خصصوا ثروة الشعب الليبي لأنفسهم واكتفوا بالتفرج عليه ولم يحركهم دافع وطني أو أخلاقي أو إنساني لإقرار إصلاحات أو إجراءات اقتصادية إلا بعد حث وحض من غسان سلامة لإقرار إجراءات اقتصادية وهى الإجراءات الاقتصادية الأخيرة المتعلقة بتحديد سعر إصلاحي للعملات الأجنبية من مصرف ليبيا المركزي .
– لا احد من ساسة أو حكام ليبيا صرخ أو صرح أو كانت لديه غيرة وطنية على النهب والسرقات لأموال وثروات الشعب الليبي إلا غسان سلامة عبر صرخات إنسانية أخلاقية (( مايحدث في ليبيا نهب ممنهج لمالية الدولة )) (( أن هذه البلاد ضحية لنهب ممنهج )) (( أطرافا دولية تشارك في النهب )) .
هذا بعض من رصيد الإنجازات لغسان سلامة وفي فترة قصيرة من تعيينه مبعوثا للأمم المتحدة، أليس جديرا برئاسة ليبيا لإنقاذها ، ليكن قدوة لكم ياساسة ليبيا حتى تكونوا جديرين برئاسة ليبيا فما صنعه لم تصنعوه وما أنجزه لم تنجزوه ولا تثريب ولا لوم عليكم فالمسألة مسألة قدرات عقلية ونفسية وأخلاق إنسانية لم تملكوها وملكها غسان سلامة ، التثريب واللوم على من صمت وسكت عليكم ومن انتخبكم وانتم لاقدرة عقلية ولا نفسية ولا أخلاق إنسانية
شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_