الازمات السياسات البيئية المشتركة

مع تزايد حجم المشكلات البيئية تطور إهتمام الفكر الإنساني بالبيئة خاصة في الدول المتقدمة منذ بداية الستينات من القرن الماضي، في حين أن الدول النامية لم تعط الاهتمام والمبادرة الكافية لحماية البيئة آنذاك، حيث اهتمت بالتنمية الصناعية، ولم تتفاعل بشكل إيجابي مع قضايا البيئة التي اعتبرتها قضايا ثانوية وهامشية.

====== ”’وكالة البيئة الأوروبية”’ ======

الهيئة المعنية بحماية البيئة في الاتحاد الأوروبي،  في أكتوبر الماضي 2018،  قالت إن [[قائمة الدول الأوروبية حسب عدد السكان|الدول الأوروبية]] في حاجة إلى مضاعفة الجهود لتحسين نوعية الهواء، رغم التقدم الذي تحقق في الآونة الأخيرة وسط ارتفاع التكلفة على الإنسان والبيئة.

وقالت وكالة البيئة الأوروبية، ومقرها كوبنهاغن، إن تلوث الهواء كان سببًا رئيسيا في الوفيات المبكرة في 41 دولة أوروبية شملها المسح، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 28 دولة.

وذكر تقرير الوكالة إن ما يقدر بنحو 422 ألف حالة وفاة مبكرة في عام 2015 ارتبطت بملوثات من الجسيمات الدقيقة في 41 دولة.

وأضافت الوكالة أن التلوث الناجم عن الجسيمات الدقيقة علاوة على [[طبقة الأوزون]] الأرضية وثاني أكسيد النيتروجين تُسبب أو تزيد من مشاكل التنفس وأمراض القلب والشرايين والسرطان، وتؤدي إلى قصر الحياة.

والجسيمات الدقيقة، عبارة عن خليط من الجسيمات الصغيرة جدا والقطيرات السائلة التي تضم العديد من المكونات بما في ذلك الأحماض والمعادن وجزيئات التربة أو الغبار.

ويعد النقل البري، والزراعة، وإنتاج الطاقة، والصناعة ونمط حياة الأسر الاستهلاكي من المصادر الرئيسية لتلوث الهواء.

وقال هانز بروينينكس، رئيس وكالة البيئة الأوروبية، في بيان: “فيما يتعلق بتلوث الهواء؛ غالباً ما تكون انبعاثات النقل على الطرق أكثر ضرراً من تلك الصادرة عن مصادر أخرى، حيث أن هذه تحدث على مستوى الأرض وعادة ما تحدث في مدن، قريبة من الناس”.

وقالت الوكالة إن سياسات أفضل لجودة الهواء ومعايير أكثر صرامة لانبعاثات المركبات وصناعة وإنتاج الطاقة ساعدت في خفض معدلات الوفاة المبكرة منذ عام 1990.

ويمكن أن يتسبب تلوث الهواء في إلحاق الضرر أيضاً بالنظم البيئية عبر إتلاف التربة والغابات والبحيرات والأنهار، فضلاً عن تقليل غلّة المحاصيل.

====== ”’الآثار السلبية”’ ======

وفي ظل هذا التراخي من جانب الدول النامية تفاقمت الآثار السلبية للضغط البيئي على هذه الدول بصورة كبيرة باتت تعوق مسيرة التنمية الإقتصادية لهذه الدول، وهكذا تحولت التحديات على مستوى العالم (متقدم ونامي) في الوصول لآليات وأساليب للتحول من الآثار السلبية للضغط البيئي إلى مفهوم جديد يعرف بمفهوم الأداء البيئي.

ويعكس الأداء البيئي، تفاعل المنشآت مع البيئة المحيطة من خلال كيفية إستغلال وإدارة الموارد الطبيعية والتحكم في التلوث، وقد تم وضع مواصفات قياسية عالمية للإدارة البيئية وقياس الأداء البيئي بواسطة اللجنة الفنية التابعة للمنظمة العالمية للمواصفات القياسية، والتي تعرف ب [[إيزو 14000|(ISO 14000  )]] على أنها (مجموعة من المواصفات القياسية التي تغطي الجوانب البيئية المتعلقة بالمنتج، وتقييم الأداء البيئي وتحليل دورة حياة المنتج بيئيًا ).

وقد اهتمت الدول المتقدمة والنامية برفع مستوى أداءها البيئي، والذي تبلور في وضع مجموعة من السياسات البيئية، التي إما أن تكون سياسات بيئية تركز على خفض التلوث والتحكم فيه، أو سياسات تهدف لحماية البيئة، ولكن تأخذ في الإعتبار تحقيق أغراض إقتصادية مثل ترشيد إستخدام الموارد.

قالت وكالات الأمم المتحدة، في تقرير ينتقد ارتفاع معدلات الجوع في العالم، أن نحو 821 مليون شخص، أي واحد من كل تسعة أشخاص في العالم، لم يكن لديه الطعام الكافي في عام 2017.

ووفقا للتقرير، الذي حمل اسم “وضع الأمن الغذائي والتغذية في العالم”، فإن “الجوع في العالم في تصاعد على مدار الثلاثة أعوام الماضية، ليعود إلى مستويات عقد مضى”.

وحذر التقرير بالقول “يبدو أن سوء التغذية وعدم الأمن الغذائي الحاد يتزايد في معظم أقاليم أفريقيا بالإضافة إلى أمريكا الجنوبية، في حين يتسم وضع سوء التغذية في معظم مناطق آسيا بالاستقرار”.  وصنفت منطقة أفريقيا الشرقية، التي تضم دولا تشهد صراعات مثل اريتريا وجنوب السودان، على أنها المنطقة الأكثر تضررا، حيث أن أكثر من 31% من مواطنيها يعانون من سوء التغذية.

يشار إلى أن صندوق الأمم المتحدة للأطفال “يونيسِف”، ومنظمة الصحة العالمية “دبليو.إتش.أو”، و[[منظمة الأغذية والزراعة|منظمة الزراعة والأغذية]] “فاو”، و[[الصندوق الدولي للتنمية الزراعية]]، وبرنامج الغذاء العالمي، يشتركون معا في إصدار التقرير السنوي.

وكانت الأمم المتحدة قد رصدت ارتفاع معدل الجوع لأول مرة العام الماضي.  وقالت وكالات الأمم المتحدة ان الصراعات والتدهور الاقتصادي والكوارث الطبيعية هي المسؤولة عن هذا الاتجاه السلبي، حيث أعربت الوكالات عن قلقها إزاء تعرض هدف الأمم المتحدة بأن يصل معدل الجوع إلى الصفر بحلول عام 2030 للخطر.

وأوضح أحدث تقرير أممي أن “عدد الكوارث المرتبطة بتقلبات المناخ مثل الحر الشديد والجفاف والفيضانات والعواصف تضاعفت منذ مطلع التسعينيات”.

وخلص تقرير بالقول أن 151 مليون طفل أقل من خمسة أعوام، أي 22% من إجمالي تعداد الأطفال في العالم يعانون من ضعف في النمو، في حين يعاني 672 مليون شخص، أي 13% من إجمالي تعداد البالغين من البدانة.

يشار إلى أن تراجع معدلات الجوع كان بمثابة قصة نجاح كبيرة حتى وقت قريب، ويرجع ذلك بصورة كبيرة إلى التنمية الاقتصادية السريعة في آسيا. وكانت الأمم المتحدة قد أشادت في عام 2015 بحقيقة أنه تم إخراج أكثر من 200 مليون شخص من دائرة الجوع منذ عام 1990.

”’
== السياسات الدولية ==”’

كما أخذت هذه السياسات بعدًا دوليًا، فمن جانب الاتفاقيات البيئية الدولية فقد بلغت 200 إتفاقية دولية ( خارج نطاق منظمة التجارة العالمية )، والتي تسمى بالاتفاقيات البيئية المتعددة (MEAS)، ومن جانب آخر وضعت سياسة البنك الدولي عدداً من المباديء التي يجب أن يتم الاسترشاد بها عند تمويل المشروعات التنموية من قبل البنك الدولي، والتي تعكس في مجملها عدم تمويل المشروعات المضرة للبيئة.

وعلى النحو السابق فإن الأداء البيئي يشير إلى كفاءة الإدارة البيئية في خفض التلوث وحماية البيئة  من خلال التركيز على سياسات بيئية قطاعية تركز على جانب الإنتاج مستخدمة أدوات قياس وتقييم الأداء البيئي من خلال تقييم الأداء المستدام بيئيًا، وتقييم دورة حياة المنتج، والتدقيق البيئي لتحديد درجة إذعان المنشأة للتنظيمات البيئية ، ونموذج قياس الأداء لتحديد الوضع الأمثل للإنتاج .

رغم ان  الجهود الحكومية من الممكن أن تلعب دورًا رئيسيًا من خلال وضع السياسات البيئية، والتي كانت متشددة في ( غالبية الدول المتقدمة )، ومتراخية في دول أخرى ( غالبية الدول النامية ) مما انعكس على تحسين الأداء البيئي نسبيًا في الأولى مقارنة بالثاني

 

http://www.maan-ctr.org/magazine/category/1029/1//page/4

https://hichamoukal.blogspot.com/2018/08/blog-post_12.html

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post طليق أصالة يشكك في نسب ابنه ويطالب بتحليل الـDNA
Next post الفراهيدي وإمامة اللغة العربية