تقارير تظهر تراجع الديمقراطية في أوروبا
شبكة المدار الإعلامية الأوربية…_تراجعت الديمقراطية في أوروبا أكثر من أي منطقة أخرى في العالم وفق تقرير أعدته وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU). وورد في التقرير عن مؤشر الديمقراطية لعام 2018، أن “الشعور بالضيق الديمقراطي” الذي يشعر به سكان أوروبا خاصة الغربية ارتفع بشكل متزايد، بعد تراجع الديمقراطية للسنة الثالثة على التوالي. التقرير سجل بعض التحسن في العام 2018 في أوروبا الشرقية، غير أن دول هذه المنطقة تبقي الأسوأ أكثر من غيرها منذ أن بدأت وحدة الاستخبارات المالية في تأسيس مؤشرها للديمقراطية في العام 2006وعلى الرغم من “التضييق الديمقراطي” الذي تم الكشف عنه، فإن البلدان في أوروبا لا تزال تهيمن على جدول الترتيب العالمي، فقد حلت النرويج في المركز الأول وأيسلندا والسويد في المركزين الثاني والثالث على التوالي.وكانت روسيا في المرتبة الأقل ديمقراطية في أوروبا، حيث وصلت إلى المركز 144 على الرسم البياني العالمي خلف أفغانستان وزيمبابوي.واعتبر التقرير العديد من دول أوروبا الغربية بلدانا ذات “ديمقراطيات كاملة”، في حين فشلت دول شرق أوروبا في تحقيق هذا المستوى وتظل تسيطر على فئة “الديمقراطية الخاطئة”.سجل التقرير عدة انخفاضات في جميع أنحاء أوروبا في العام 2018 خاصة في كل من النمسا وجورجيا والمجر وروسيا وتركيا، ولكن أبرز دولة تراجع فيها مستوى الديمقراطية كانت إيطاليا.
إيطاليا
يشير التقرير إلى أن تراجع النوعية الديمقراطية في بعض البلدان في أوروبا الغربية أدى إلى زيادة دعم الأحزاب المعادية للمنشآت وسياسات “الرجل القوي” في كل من اليسار واليمين.وفي إيطاليا، شهد صعود هذا النوع من السياسة على شكل ائتلاف حكومي شعبوي بين حركة الخمس نجوم المناهضة للمؤسسات وحزب الرابطة اليميني انخفاضًا كبيرًا في تصنيف البلاد حيث تراجعت من المرتبة 21 في العام 2017 إلى المرتبة 33 في 2018.وأشار التقرير إلى أن السياسات المناهضة للسيطرة على السلطة في دول مثل النمسا وإيطاليا تمثل “انعكاسًا للفشل المتواصل للأحزاب الرئيسية في معالجة المخاوف وانعدام الأمن في قطاعات كبيرة من السكان”.وتبدي حكومة إيطاليا على وجه الخصوص “خيبة أمل عميقة” من المؤسسات السياسية، بما في ذلك البرلمان والأحزاب السياسية من أجل دعم “الرجال الأقوياء” الذين يتجاوزون المؤسسات السياسية، بهدف إضعاف عنصر الثقافة السياسية.ويشير التقرير بالتحديد إلى وزير الداخلية الإيطالي ونائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني بشأن سجله في مجال حقوق الإنسان وسياساته المتشددة المناهضة للهجرة.
جورجيا
أدت الخلافات الأخيرة في الانتخابات الرئاسية إلى معاناة جورجيا من أشد انخفاض في الديمقراطية في أوروبا الشرقية. وغرقت الانتخابات في البلاد في جدل عميق حيث قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنه تم تقويض الانتخابات في البلاد من طرف الجبهتين المتنافستين.وأضافت المنظمة في بيان أصدرته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي “الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في جورجيا كانت تنافسية وكان المرشحون قادرين على القيام بحملات انتخابية بحرية ولكن “االتلاعب غير الضروري” الذي حدث وشكل الحملة السلبي خدم جبهة على حساب الأخرى وهذا ما قوض العملية.”ولخصت المنظمة هذا التلاعب على وجه الخصوص في الدور الذي لعبه المليادرير ورئيس الوزراء السابق بيدزينا إيفانيشفيلي ، الذي أيد مرشحة حزب الأحلام سالومي زورابيشفيلي التي فازت بالانتخابات.وأشار التقرير الديمقراطي للمنظمة إلى “في ظل نفوذ إيفانشفيلي، تدخلت الحكومة في الانتخابات الرئاسية في الجولة الثانية حيث عرضت شطب الديون على 600 ألف مواطن بعد أسبوعين من إجراء الانتخابات”.
أي البلدان ارتفع فيها مؤشر الجودة الديمقراطية ؟
لم تكن الإحصاءات المقدمة من طرف المنظمة كلها سلبية، فعلى الرغم من التدهور الذي استمر ثلاث سنوات في أوروبا الغربية، زادت كل من فنلندا وألمانيا ومالطا من درجات الديمقراطية في العام 2018. كما وقف التقرير على بعض التحسن في أوروبا الشرقية في أرمينيا وإستونيا.وصُنّفت إستونيا بأنها “أفضل ديمقراطية معيبة” في أوروبا الشرقية في العام 2018 نتيجة تحسن كبير في الثقة الموضوعة في الحكومة والأحزاب السياسية.
كيف صُنّفت دول الاتحاد الأوروبي؟
تصدرت السويد قائمة معظم الدول الديمقراطية في الاتحاد الأوروبي ، كما احتلت المرتبة الثالثة عالمياً. وعلى الطرف الآخر من المقياس جاءت رومانيا في المركز الأخير بين جميع دول الاتحاد الأوروبي، مع تقدم كرواتيا بشكل طفيف.
يورونيوز