المجلس الرئاسي وحكومته .. إنجازات وإخفاقات للتاريخ

 

محمد علي المبروك

ليس غريبا عندما يكون الإنجاز ويكون الاخفاق في ذات الحال او يكون هناك البناء ويكون معه الهدم اذا علمتم ان تشكيلة المجلس الرئاسي وما أعقبه من تشكيلة حكومية هى خليط عجيب من الشخوص الوطنية السوية والشخوص الذاتية الشاذة المتعارضة في اتجاهاتها العقلية والمتعارضة بين المصالح الوطنية والمصالح الشخصية والمتعارضة بين إرادات وطنية وإرادات شخصية وهذا طبيعي جدا عندما يكون التعيين والتولي بالمحاصصة والقبيلة والمنطقة لافراد من المجلس الرئاسي ووزراء في الحكومة ولا يكون التعيين بالقدرات العقلية والنفسية وبالخلق الوطني الذي يحرص على ليبيا ككل .
هذا الخليط الشخصاني العجيب بين شخصيات ضعيفة في القدرات ومفرطة في الذاتية والحمق وشخصيات وطنية صاعدة مميزة بقدراتها ومميزة باراداتها الوطنية افرز خليط بخلط الشخصيات من الإنجازات والإخفاقات ولنتذكر معا بعض إنجازات وبعض إخفاقات المجلس الرئاسي وحكومته حتى نعلم حقيقة هذا المجلس وحكومته وحتى نوثق لمحة من تاريخ ليبيا لعل اجيالا لاحقة تطلع عليها :-
اولا : من إنجازات المجلس الرئاسي وحكومته :-
أ – تحرير مدينة سرت والمنطقة الوسطى من تنظيم الدولة غير الاسلامية – داعش .
حكومة وراء حكومة متعاقبة والمنطقة الوسطى من ليبيا تحت سطوة واحتلال اشرس تنظيم ديني وهو تنظيم الدولة الاسلامية يفتك بأهالي المنطقة الوسطى من ليبيا وببرود جليدي تتفرج عليه حكومة زيدان ثم حكومة الحاسي ثم حكومة الغويل واستمر محتلا للمنطقة الوسطى في حالة ليبية غريبة من البرود والتجمد للمشاعر الوطنية حتى تعيين المجلس الرئاسي الذي أخذ على عاتقه تحرير المنطقة الوسطى من هذا التنظيم المتوحش واستطاع تحريرها بالفعل في زمن قياسي .
ب – اعادة مهجري اهالي تاورغاء الى مناطقهم بعد تهجيرهم لسنوات .
من سنة 2011 م والى سنة 2018 م رأينا عجبا في الظلم وبلادة وخمول يضرب بهم المثل من حكومات متعاقبة لاتستحي و امامها عجائز وشيوخ ونسوة واطفال ليبيين من منطقة تاورغاء مهجرين مشردين في مخيمات متفرقة حتى قام المجلس الرئاسي بإعادتهم الى مناطقهم
ت – فتح الطريق الساحلي الرئيسي .
ظل الطريق الساحلي الرئيسي في غرب ليبيا مغلقا لسنوات وهو الطريق الرابط بين المنطقة الغربية ومنطقة طرابلس وإغلاقه فصل منطقة غرب طرابلس عن طرابلس وذلك اضطر اهالي المنطقة الغربية للانتقال الى طرابلس وشرقها الى اتخاذ طريق بديل هو طويل وخطير وفيه مشقة لبعده و هو الطريق الصحراوي للوصول الى طرابلس للعلاج او للعمل او لصلة أرحامهم وكان من تداعيات ذلك حدوث حوادث شنيعة ماتت فيه عائلات كاملة في هذا الطريق لانه غير مؤهل لازدحام السير وكان ذلك في فترة حكومة مايعرف بحكومة الانقاذ حتى تعيين المجلس الرئاسي الذي استطاع في ظروف معقدة فتح الطريق الساحلي ووصل غرب طرابلس بشرقها .
ث – القضاء على اوكار عصابات الخطف في بعض المناطق .
مناطق كاملة ايها السادة ظلت تحت سيطرة عصابات هى أشر ماعلى الارض لسنوات فقتلت وخطفت اطفال ليبيا وجاملتها حكومات متعاقبة واستطاع المجلس الرئاسي وحكومته القضاء على اوكار هذه العصابات قضاءً مذهلا رغم تجذرها وتمكنها في هذه المناطق .
ج – النهوض بالتعليم من بعد انهياره تماما .
من بعد سنة 2011 م لم تَر ليبيا تعليما او علما بل رأت انهيارا تعليميا و جهلا وتجهيلا يعلن عن نفسه بكل وضوح في الغش العلني وتحت إشراف المعلمين وفي درجات امتياز تمنح لمتعلمين أميين وفي شهائد مزورة لمعلمين لاعلاقة لهم بالتعليم ولم يجتازوا اي مراحل تعليمية وفي ادارات مدارس وجهات تعليمية متدنية الكفاءة وقد استطاع وزير تعليم الوفاق النهوض بالتعليم نهوضا مقبولا والحد من الفوضى التجهيلية التى سادت التعليم بعد سنة 2011 م .
ح – احترام سياسي من بعد سخرية سياسية .
ظل ساسة ليبيا من بعد سنة 2011 م محطا لسخرية ساسة العالم لضعف في القدرات العقلية والنفسية وقد وصفتهم وزيرة الخارجية الامريكية في عهد باراك اوباما (( الليبيين اغبياء )) والمقصود من هذه السيدة الامريكية هم ساسة ليبيا الذين تعرفت عليهم في ذاك الوقت ولم تتعرف على الشعب الليبي حتى تصفه بهذا الوصف كما سوق في ذاك الوقت وقد استطاع رئيس المجلس الرئاسي ان يحظى في تنقلاته الدولية بالاحترام السياسي وان يكون وجها مشرفا لليبيا امام ساسة العالم في المحافل الدولية لتمتعه بشخصية متوازنة وذلك بشهادة بعض ساسة الدول واستطاع وزير الخارجية بقدر مقبول تفعيل وضبط سفارات ليبيا بعد ان كانت سفارات معطلة منفلتة وسفارات مثيرة للسخرية في البلدان التى فيها هذه السفارات .
خ – تجنيب نفط ليبيا من حقول وموانئ التعطل والتوقف والاستيلاء .
لقد ظل نفط ليبيا الذي يمثل المصدر الوحيد لرزق ليبيا قبلة للغزو والقرصنة من عصابات مسلحة وعصابات سياسية مما تعطل وتوقف وانخفض إنتاجه واستطاع المجلس الرئاسي وحكومته من تجنيب النفط الليبي كل هذه المخاطر وذلك بالتنسيق مع قيادة العسكر في شرق ليبيا .
ثانيا : من اخفاقات المجلس الرئاسي وحكومته :-
أ – بؤس وتعاسة الشعب الليبي .
هذا هو الاخفاق الاساسي والذي تحول فيه الليبيين معيشيا من متوسطي الحال الى ادنياء الحال ، صفعوا بالفقر والفاقة وضاقت واختنقت حياتهم المعيشية ، حياة ترتفع فيها الاسعار وتنعدم فيها النقود الى حد العجز عن شراء الغذاء والدواء والكساء ولا شك ان ضيق الحياة المعيشية هو ركام متعاقب من مفاسد الحكومات المتعاقبة وقد ورثه المجلس الرئاسي من سابقيه لكن ذلك لايعفيه من مسؤولية تغيير هذا الوضع والنهوض بمعيشة الليبيين وذلك لايتطلب الا ارادة والامكانيات لذلك متوفرة في بلاد كليبيا ولكن يبدو ان الخليط السيئ في المجلس الرئاسي وحكومته هو الذي يحبط اي تغيير لصالح المواطن الليبي .
ب – انهيار النظام الصحي والامني والاداري .
اصبح في ليبيا انعدام للعلاج المجاني والرعاية الصحية المجانية وانعدام لوجود الأطباء المؤهلين مما زاد من معدل الوفيات وتعرض الشعب الليبي لمخاطر الاوبئة التى بدأت تنهض من بعد سبات وهناك انعدام للامان والحماية رغم التظاهر الكاذب لوجود الشرطة فيتعرض اي ليبي للقتل او السطو او اي خطر ولاحماية له وتتعرض المنشآت العامة للنهب المستمر وتتعرض الاثار والمواقع التاريخية للنهب ولارادع لذلك من سنة 2011 م والى لحظة كتابة هذا المقال ولا وجود لسلطة القانون على حركة السير في الطرقات لهذا تتعاظم حوادث السير الشنيعة ويتعاظم معها أعدادا ضحايا هذه الحوادث ولا وجود لشيء اسمه ادارة في كافة المؤسسات والادارات العامة بل عبث وتخبط وفساد علني وعلى تعاقب هذا الانهيارات من الحكومات الماضية الا من مسؤولية المجلس الرئاسي وحكومته وضع الحلول لهذه الانهيارات التى تخللت النظام الصحي والامني والاداري وإيجاد الوسائل الرادعة لإعادة هذه الانظمة الى سياقها الطبيعي ولكن المجلس الرئاسي وحكومته يتفرجان على هذه الانهيارات كما تفرج سابقوهم .
ت – انعدام العدالة وسيادة الظلم .
مجرمين ولصوص طلقاء وأشخاص بالاشتباه سجناء ، جرائم ارتكبت في حق ليبيا وشعبها منها سرقات واختلاسات لاموال ليبيا لم تحدث في تاريخها وعمليات قتل لعائلات كاملة وتدمير لمنشآت عامة والمتهمين طلقاء لأنهم من اعوان فبراير وشبهات لمتهمين بعضهم ابرياء وهم سجناء لأنهم من اعوان القذافي .
ث – انقطاع و تدهور في كافة الخدمات .
انقطاع مستمر للكهرباء والوقود وغاز الطهي وتدهور في الخدمات من اتصالات ومستندات رسمية وغيرها وقد حول الانقطاع والتدهور في الخدمات حياة ابناء الشعب الليبي الى تعاسة ، بكى والله منها رجالا ماعهدتهم يبكون ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
ج – مجاملة ومسايرة التعقيدات .
مجاملة ومسايرة التعقيدات التى تنتصب عثرة في قيام بلاد وقيام دولة ومن هذه التعقيدات مجاملة ومسايرة العصابات المسلحة ومجاملة ومسايرة جماعات الانقسام السياسي كمجلس النواب ومجلس الدولة ويعض القبائل ومجاملة ومسايرة الفساد المحتشد في ليبيا دون ان يكون هناك رادع او حد او تحجيم لهذه التعقيدات .
ح – انعدام العدالة المعيشية .
ثروة ليبيا النفطية مخصصة لساسة لاجدوى ولافائدة لليبيا من وجودهم تمنح لهم شهريا على هيئة مرتبات ومزايا شاهقة في ظلم واضح معياره منح لثروة ليبيا لساسته الخاملين وحرمان ابناء الشعب الليبي منها بفارق ظالم مستغرب فما يتقاضاه نائب واحد في مجلس النواب شهريا يتعدى مايتقاضاه سبعون ليبياً متقاعدا شهريا دون اي اداء او عمل او جهد الا الثرثرة عبر القنوات الفضائية من وراء الحدود الليبية والمجلس الرئاسي وحكومته بدل ان يقف عند ذلك استمر بما استمر به اسلافه بصرف هذه المرتبات والمزايا الظالمة وتتطلب المصلحة الوطنية ايقافها بشرعية المصلحة الوطنية ولكن ذلك يحتاج ارادة وطنية هى مفقودة في ليبيا .
حاولت جمع الأهم من الإنجازات والاهم من الإخفاقات وماكانت هذه الإنجازات الا بوجود شخصيات وطنية أصيلة في المجلس الرئاسي وحكومته وماكانت هذه الإخفاقات الا بوجود شخصيات حمقاء وقحة في المجلس الرئاسي وحكومته في خلطة قاتلة للوطن وللشعب الليبي أوجدتها المحاصصة والمنطقة والقبيلة ولم توجدها المصلحة الوطنية .
محمد علي المبروك خلف الله
maak7000@gmail.com

‏‫من جهاز الـ iPad الخاص بي‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post نتنياهو يكشف انطباع الرئيس التشادي بعد زيارة متحف “المحرقة”
Next post شلل شبه تام في مكاتب “ببوست”بسبب عطل تقني