في أحشاء نظام سياسي فلسطيني مهترئ



محمد أبو مهادي:
كاتب فلسطيني 

استطاع النظام السياسي الفلسطيني توظيف معظم النخب السياسية والثقافية والحزبية في جهازه البيروقراطي، حتّى الصحف اليومية والمجلّات التي تصدر في فلسطين تتبع له، واستخدم سطوة المال لترهيب من يفكر خارج النظام، حتّى لو كان يحمل عقلاً كبيراً ودرجة علمية متقدمة!

لهذا تحصل كل الأزمات دون نقاش حقيقي حولها، وتحدث محاولات تغيير من جيل الشباب تستفز النظام ويستنفر اجهزة قمعه ونخبه الموظفة من أجل وأدها، فالتغيير يرعب هذا النظام الذي فقد قدرته على الإنتاجية ويخشى وتخشى نخبه واحزابه ومنظماته النقابية من الإنهيار وفقدان مصدر الإرتزاق.

اذا كان الجميع يدرك ان المصالحة الشاملة والمقاومة بكل اشكالها والمبادرة السياسية والحريات العامة متعطلة في عهد محمود عباس، وان اتفاق اوسلو قد قتل، وان اسرائيل تسير بثبات نحو التهام ما تبقى من الضفة الغربية، فما هي مبررات الصمت عن وجود السلطة والتمسك بإتفاق ميت وقيود امنية ظالمة واتفاقات اقتصادية تكرّس تدخل الإحتلال في كل وجبة طعام يتناولها الفلسطيني؟

اضحكني موقف بعضهم عندما قال انهم لم يقرروا بعد المشاركة في الحكومة الجديدة من عدمها، (حكومة النص) أو ال 50%، هم يعرفون أن افضل الحكومات لن تحل أزمات الشعب الفلسطيني، لو كانت تمتلك كل خبرات الكون لن تنعش نظام سياسي شارف على الإنتهاء، فالأزمة سياسية وليست حكومية، اتفاق اوسلو شبع موت والمطلوب دفنه بكل ما انتج من ويلات، والصحوة إلى حقيقة حاجة الفلسطينيين إلى حركة تحرر وطني وليست سلطة تحت بساطير الإحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الحركة الكسيرة الفلسطينية
Next post في يوم الأرض قوانا السياسيه غير جاده في مواجهة الإحتلال الإسرئيلي