في يوم الأرض قوانا السياسيه غير جاده في مواجهة الإحتلال الإسرئيلي
محمود الشيخ : كاتب فلسطيني
شكلت الأرض مركزا للصراع بين شعبنا الفلسطيني واسرائيل بوصفها لب قضيتنا الوطنيه ووجودنا وبالتأكيد انتصارنا في معركة الأرض والإستقلال منوط بكيفية إدارتنا للصراع مع الإحتلال ومدى جاهزيتنا واستعدادنا واستنهاضنا لهمم شعبنا الذى لن تنحني هامته طيلة سفر نضاله الطويل.
ولم يعلن افلاسه في معركتنا المصيريه الا انه وفي يوم الأرض علينا ان نكون صرحاء مع بعضنا بعضا فمعركة شعبنا ليست حكرا على هذا التنظيم او ذاك وليس على هذا الشخص او ذاك بل تعني كل فلسطيني حتى لو اقام في بلاد الواق واق،وما نراه خاصه بعد نشوء السلطة ولا نظلم احدا من مختلف القوى السياسيه عندما نقول انها مقصره وغير جاده في مواجهة الإحتلال بفعل حالة الإسترخاء التى تعيشها كافة القيادات السياسيه،ومن يدقق في الحالة التى تعيشها مختلف قوانا السياسيه يدرك دون عناء انها اما اصابها مرض الشيخوخة او الإفلاس السياسي او القحط الفكري او تغليب مصالحها على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني،او كل الصفات التى سبقت مجتمعه،ومن يقول غير ذلك من مختلف قيادات التنظيمات عليه ان يقول لنا ما هو برنامجه الكفاحي والنضالي الذى شحن عناصره بها ويستعد لخوض معركة المصير الذى يخوضها شعبنا الفلسطيني.
فمن خلال مراجعة بسيطه لمواقف كل القوى السياسيه وبلا استثناء نرى انها تعامت عن الفساد المنتشر في كل زاوية من زوايا فلسطين بغض النظر عن نوعه اكان اخلاقيا او ماليا او اداريا
كونها غير مستعده للتصادم مع احد،ولم تقاوم ثقافة اوسلو التى ساهمت في تخريب ثقافة المقاومة وساعدت على انتشار ثقافة النفاق التى عانت منها ولا زالت الساحة الفلسطينيه،ولم تقاوم سياسة الإلغاء والإقصاء والتقزيم،ولم تقف في وجه سياسة التفرد في سلطة اتخاذ القرار بل ابقت الحبل على الغارب رغم انه تعبير عن عدم احترامها وتقديرها وعدم اعتبارها جزءا من الشراكة الوطنيه،ولن تصد اي شكل من اشكال الخروج عن جماعية القرار الفلسطيني،بل عوملت معاملة المتنفعين الذين لا حول لهم ولا قوة وليسوا من اصحاب الدار،وليس لها اي دور في مقاومة سياسة التطبيع التى يقوم بها البعض بذرائع مختلفه وهؤلاء سعداء وهم يسيرون في شوارع تل ابيب لإقناع اليهود بان شعبنا يتجه نحو السلام وليس الحرب،ولم يدرك هؤلاء ومن يقف ورائهم ان الحرية والإستقلال لا تشحد بل تنتزع،ولا تعتبر طريقتهم جزءا من المقاومة الشعبيه بل جزءا من اشكال التسول الذى يرفضه شعبنا.
والأهم ايضا انها لا تقوم بتعبئة وشحن شعبنا استعدادا للمعركة الفاصله واعتبرت كغيرها ان طريق المفاوضات هي طريق الوصول الى الحقوق الفلسطينيه،ومن يقول غير ذلك عليه ان يقول لنا ماذا فعل من استعدادات عملية وليست نظريه لهذه الغاية.
ماذا فعلت القيادات السياسيه للقدس غير تحميلها مستشفى المقاصد الإسلاميه ديونا هائله ليس له قدرة على تحملها ومهدد اليوم بالإغلاق ومعروف ان مستشفى المقاصد والمسجد الأقصى وكنيسة القيامه ومؤسسات القدس هي التى تبقي القدس عربية امام اجراءات الإحتلال التهويديه للقدس وماذا ايضا فعلتم لشباب القدس الذين يتعرضون لأبشع عملية تخريب ثقافي وعشرون الف يتعاطون منهم المخدرات ومن اجل استمرار تعاطيهم للمخدرات تمنحهم اسرائيل رواتب شهريه طالما يتعاطون ليبقوا في حالة غيبوبة لا علاقة لهم بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي على القدس.
واي زائر لمدن الضفة الغربية وبدون ان تعطيه لمحة يعرف ان ما يجري في مدننا لا يمكن اعتباره في اطار تطوير المدن بل في اطار ابعادنا عن الهدف الوطني،فصرف ملايين الدولارات في شوارع المدن والقرى لو صرفت في مجال تطوير الإقتصاد الفلسطيني ربما كان افضل ليغطي جزءا من البطاله التى تعيشها الطبقة العامله والاف الخريجين، المهم انها اثبات على عدم جاهزيتنا لمعركة المصير بل تعتبر انتقال من حالة فكرية الى حالة فكرية استرخائيه اخرى،وفي نفس الوقت من يريد مقاومة الإحتلال يوحد المنظمات الشعبيه لا يقوم بتفتيها لتخدم الصراع الفصائلي،
وهناك عشرات القضايا التى يمكن سوقها في يوم الأرض لنقول لقياداتنا السياسيه انتم مقصرون وتعيشون حالة استرخاء شديدة ساهمت في الحاق قضيتنا اضرار هائلة على رأسها ابتعاد شعبنا عن الحركة الوطنيه بعد ان نزع ثقته منها وبعد تحولها من حركة مقاومة الى حركة مفاوضات،وخاصه انه يرى بأم عينه ان المفاوضات الحقت قضيتنا خسائر هائلة على رأسها استغلال الإحتلال لحالة الإسترخاء التى تعيشها القيادات السياسيه،ثم استغلاله لفترة المفاوضات التى يقيم فيها مئات الوحدات الإستيطانيه،وتوسيعها وزيادة عدد المستوطنين،والتى تستهدف تغير الديمغرافيه في الضفة الغربية بالتحديد،لن نظلم القيادات السياسيه اذا قلنا لها انها كفنت بيدها الروح الكفاحيه لشعبنا الفلسطيني التى كان يتمتع بها قبل نشوء السلطه ولا زالت حتى يومنا هذا وتسابقتم على ربطات العنق والبدلات وكأنه لا يجوز ان تكون قائدا سياسيا بلا بدلة وربطة عنق.
وهنا نحن نمارس حقنا في نقد القيادات السياسيه لأنها تنطق بإسمنا على امل ان تلاقي هذه الإنتقادات نقلة نوعية في طريقة تفكيرها واساليب عملها وتخرج من مأزقها الذى تعيش بعد قيامها بمراجعة شاملة للقحط الفكري والسياسي الذى تعيشه وحالة الإسترخاء والقيلوله التى اقعدتها خاصة وان هذه التنظيمات نشأت لهدف واضح ووحيد هو تحرير فلسطين وصولا الى الإستقلال الوطني ولهذا لا يجوز لها الإسترخاء ولا الإهمال ولا يجوز لها التنحي عن دورها المنوط بها.ولا يجوز لها ان تحملنا جميلة مواقفها.
من هنا يتطلب الأمر منها وقف التفكير بالمفاوضات العبثية التى كانت تجري تحت رعاية امريكا المسانده لإسرائيل والمطالبه بمفاوضات لا تعتبر امريكا الوحيدة فيها عليها تبديل التحالفات الدولية والعربية واتخاذ مواقف واضحة مما يجري في العالم العربي في ظل التبدلات التى لن تسطيع امريكا حسم المعركة لصالحها ولصالح ادواتها في المنطقة بل ستكون خنجرا في حلقها وحلق اتباعها العرب،وفي نفس الوقت عليها ان تعمل جاهدة على وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل التى تجني منه اسرائيل فوائد جمه لا يعود علينا الا باضرار هائله،في ظله مارست اسرائيل ابشع الجرائم بحق شعبنا مستغله سكوت السلطه وكل القيادات لم تفعل شيئا وكل العمليات الفرديه التى يقوم بها الشباب بعيدا عن التنظيمات الا تعبيرا عن عدم ثقة الشباب بالتنظيمات تاسياسيه
ثم انهاء الإنقسام والتصريح العلني لكل منهم ان استمرار الإنقسام ليس طرفا وحيدا مسؤولا عنه بل على الطرفان ان يقدما تنازلات من اجل انهائه،فمن المعيب ان يبقى الإنقسام وتبقى قوانا تصفق وتحمل مسؤوليته لجهة دون اخرى،ثم على هذه القوى ان ارادت ان تكون القوى التى كانت قبل نشوء السلطة ان تقف سدا منيعا ضد سياسة التفرد في اتخاذ القرار ومنع اقدام اي طرف او اي شخص مهما كان موقعه ان يقوم بهذه الفعلة التى تسيء للشراكة الوطنية وللعمل الوطني وبالأصل عند الخروج عن القرار الجماعي ماذا سيكون رأي من كان الراعي الأمريكي واسرائيل ايضا في باقي القوى او في ( م.ت.ف ) وستكون حتما ان فردا بعينه هو صاحب السلطة في اتخاذ القرار ولذلك يحملونه مسؤولية اي مطلب اسرائيلي لا يقبل به كونه يتصرف دون مرجعية،ثم على تلك القيادات الوقوف في وجه النزاعات والخلافات التى نشأت في الساحة الفلسطينيه لما لها من اضرار كبيره على مجمل العمل الوطني.
نأمل ان يكون يوم الأرض يوما للمراجعة الشامله لقياداتنا السياسيه ولكل تنظيماتنا على امل ان تخلق تحولات جادة في عمل القيادات السياسيه وبرامجها واساليب عملها وهو امرا ضروريا ولتكن وجهة النظر هذه دعوة ايضا لكافة القيادات السياسيه لإعادة النظر في طرائق عملها وصولا الى حركة وطنية رائده بمقدورها قيادة جماهير شعبنا نحو النصر خاصه
وان من اهم اسس نجاح اي عمل وطني هو وحدة الشعب ووحدة القياده ووحدة الموقف السياسي وادارة الصراع بطريقة ناجعه وهي احد اهم اشكاليات الصراع مع الإحتلال،