مدفع رمضان وامنياتنا

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

بعد يومين سيحل الشهر الفضيل على الامة الاسلامية وسوف نعود لسماع صوت مدافع الافطار متمنين ان يعلو صوتها فوق صوت مدافع القتل والدمار التي تدوي في الكثير من مدننا وعواصمنا العربية، الا في القدس المحتلة، وهذا سر الاسرار…فيا للخزي ويا للعار…
يعود شهر الخير والايمان ونحن بوضع اسوأ مما كان، يا للخزي ويا للعار…فاهلنا في فلسطين تحت الاحتلال وتحت الحصار، يرجون الدعم منا ويطول الانتظار، ولكنهم يرفضون الاستسلام اوالانكسار لانهم مؤمنون بحتمية التحرير وقرب الانتصار…اما في عواصم دول الطوق والجوار فمحمد تائه يتساءل وهو محتار بين صبر ايوب او الهجرة والفرار من اوضاع معيشية صعبة واقتصاد ينهار، او لانه لم يعد امامه من حيلة او خيار سوى البحث عن لقمة العيش في الغربة و “بلاد الكفار”…فيا للخزي ويا للعار..
كنا نتمنى ان يحل علينا شهر رمضان بالامن والسلام والاستقرار بدلا من الاقتتال والضغينة والدمار، وان يتمكن محمد الفلسطيني من صلاة التراويح في الاقصى او باي مسجد يختار، وان يستطيع محمد اليمني من الذهاب الى المدرسة ويعود من المشوار دون خوف من صواريخ يرسلها له مسلم جار، يا للخزي ويا للعار…اوان يتمكن محمد الليبي من زيارة اخيه بعد التراويح او على الافطار وان يعود سالما مع عائلته الى الحوش او الدار من دون ان يتردد بزيارته او يخشى المشوار،…يا للخزي ويا للعار،…
فماذا حل بامة نبيك يا ربنا يا جبار حتى لا يجد محمد العربي قوت يومه والاستقرار بينما يقوم زعمائه والقوامون على مقدساته بالصرف والاهدار، وتقديم اموال المسلمين وثرواتهم لترامب الغدار الذي لن يبقي لهذه الامة لا درهما او فلسا او دينار…يا للخزي ويا للعار…
لكننا لن نمل او نكل او ننهار وسيقى شعارنا ذات الشعار مهما طغى الظلم وسارت بنا الاقدار، لان صلاتنا لله تبقى ناقصة وكذلك حجنا وسعينا الى الديار، ما لم ندافع عن ارضنا وعرضنا بعزم واصرار ونستعيد مسرى رسولنا الكريم بتوحيد الصف و القرار…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ميركل تصل تعد بتقديم مساعدات لبوركينا فاسو
Next post شكوى ضد الدولة البلجيكية بسبب الأشجار