لماذا لم ينصف الإعلام المرأة المسلمة
هبه محمد معين ترجمان
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_ مابين التشويه والمسخ جاءت صورة السيدة المسلمة والعربية في الإعلام سواء الغربي أو العربي لقد كانت صورة غير حقيقة بل مشوهة ورغم أن الكثير يتحدث عن المرأة المسلمة المرتبطة بالعروبة فيصورها كشخص مقهور يعيش على هامش المجتمع, لكن في الحقيقة كانت امرأة لها خصوصية جعلتها تتفوق حتى عالمياً وتتميز ولا يمكن أن ننسى الأسماء الأنثوية التي مرت علينا ولا داعي لذكرها فكتب التاريخ مليئة بها, ولا يمكن أن ننسى مشاركاتها العلمية والثقافية والأدبية يكفي أنها كانت الرمز لكثير من الأشياء المهمة وفي عصرنا نجد أن أيقونة الثورة السودانية تصدرتها في عصرنا الحالي الأنثى بوشاحها الذي يدل على الإسلام.
لكن مشكلة الإعلام أنه رسم لها صورة تنافي حقيقتها وأظهرها إنسانة على هامش المجتمع ليس لها حضور مهانة لا تحظى بمكان لائق , وجسدها كذلك إنسانة تم استخدامها للغواية والكيد حتى سياسياً كانت شريكاً للأغراض الخبيثة وتلعب دوراً في هدم دول .
لقد حصلنا منذ القديم على صور مختلفة عبر الإعلام للمرأة المسلمة عامةً والعربية خاصةً أظهرتها مقهورة مكسورة غير مؤثرة, لا تستطيع أن تتحدث حتى في أقل حقوقها حتى الزي الخاص بها, اعتبروه شيئاً إجبارياً هي لا تستطيع اختياره فالجميع يرغب أن تلبس كما ترسم له عقليته أو خاصيته دونما اعتبار لرغباتها.
لقد عمل الإعلام دائما في كل فترة بتشويه صورة السيدات المسلمات والعربيات بما يوافق التوجهات والسياسات العامة والخاصة أو العامة المرسومة التي تخضع للأهواء الموجهة سياسياً, لتظهر المرأة المسلمة إعلامياً مقهورة, أو غبية مسيرة, ولا يمكنها الحياة إلا بهروبها من واقع دولها .
ويستمر الأمر اليوم ربما أسوء إعلامياً في الصورة التي يتم رسمها للسيدات اللواتي تم إلحاقهم بمجتمعات غير مرغوب فيها خاصة التنظيمات التي لها علاقة بالإسلام والمسلمين, أي ما يمكن تسميته بشكل واقعي مجتمعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإسلامية , هنا تظهر فيها السيدات شخص بدائي جداً مقهور ومطحون أويصل لمرحلة الشخص السفاح القاتل, هنا نلاحظ الإعلام والتشويه الكبير ليجعل الصفات السيئة جميعها تعمم على كافة المسلمات, وأكثر من تأثر بهذه الصورة الإعلامية الغرب , بل أثرت كذلك على المجتمعات العربية.
وهنا لا يمكن لنا أن نعود لذكر مآثر المرأة المسلمة وضلوعها في مجالات العلم والأدب وتربيتها للأبطال ومشاركتها العلمية والقتالية ووو…..الخ لأن الحديث طويل وكما ذكرنا آنفا الكتب مليئة به لراغب بالإطلاع .
تبقى مشكلتنا أن العالم يأخذ معلوماته وثقافته من الإعلام أكثر من الكتب فالمجتمعات حالياً القراءة فيها تعاني من أزمة, مانريده مما ذكرنا ليس تعداد مناقب المرأة المسلمة ومآثر السيدة العربية, لكن نود التأكيد أن المرأة هي عبر الزمن تواكب تطور مجتمعها وترتبط علمياً وثقافياً بهذا المجتمع لذلك عندما ظهر الإسلام أعطاها دفعاً فكرياً ومكانة عالية جعلتها تعي مسؤولياتها ودورها المطلوب منها في هذا المجتمع بل بلور صورتها لتصبح من أهم أركان المجتمع.
فبدأت تهتم بشكل أكبر بالثقافة والعلوم إضافة للغة والفقه لتكون مضرب الأمثال برجاحة العقل والبطولة, أما المرحلة النضالية والفتوحات التي عاشتها الأمة العربية في تلك الفترة قدمت لنا العديد من السيدات اللواتي كن رمزاً للكفاح والبطولة لم تقدمها سواها وليست تلك الصورة هي نفس الصورة التي ترسم للمرأة التي تعتبر نفسها جهادية مع اختلاف الواقع الحالي, والأسباب والمسببات, وهنا تكمن المعضلة الكبرى التي لم يقم أحد بتفسيرها إعلامياً أو توضيحها.
و ربما جاءت دعوات تحرير المرأة دائماً بحجة اضطهادها في المجتمعات الإسلامية مروراً بنداءات نزع الحجاب إلى الفصل في المجتمع بين الأدب النسائي والأدب الرجالي إضافة للاهتمام بدخول المرأة مختلف مجالات الحياة إلى ما دون ذلك لتظهر على السطح كسيدات مختلفات ومتميزات, إضافة لنداءات جديدة تنادي بإعادة تفسير الكتاب الكريم من قبل النساء, كحالة من محاولة التغيير, وكل هذا يتبع حقيقة لواقع الحال السياسي.
وذلك على الرغم من أن الإسلام لايفرق بين الرجل والمرأة ولم يغفل حق المرأة , وما يعتبر عدم مساواة هي إشكاليات تعود لاختلاف الواقع الاجتماعي المعاش للحقب التاريخية والتي تعتبر إما تغير أو تطور.
أما فيما يتعلق بسيدات التنظيمات الإسلامية, فلسنا هنا لنقوم بالمحاكمة لهؤلاء خاصة أن الجميع يعتبرهم إرهابيات, وقام الإعلام بالتطبيل لذلك وزمروا به, واستطاعوا في هذه الفترة بمساعدة الساسة تشويه صورهم ورسمها كمسوخ ألصقت بالإسلام وكانت إحدى صفاته العامة,وهنا أصبحت جميع السيدات برمزية لباسهم هم قتلة مرعبين, أو جوار مقهورين.
وهنا لم يستطع الإعلام بكافة مناحيه المقروء والمسموع والمرئي أن يوضح الظروف والدوافع ولم يقدم الحقائق لوضع تلك السيدات اللواتي اخترن طريق التنظيمات الجهادية خاصة أن أغلبهن جاء من بيئة غربية , ومجتمعات الغرب ليست مجتمعات منغلقة.
والتساؤل هنا لماذا الإعلام لم يقدم صورة جلية لسيدات عالمنا العربي وللمسلمات؟؟؟؟ ولم يكن منصفاً لهن ؟؟؟؟؟
والجواب هنا يأتي أولاً وأخيراً ليذكرنا أن الإعلام أغلبه مأجور, وتابع للسياسات العامة والخاصة, لذا لم تكن صورة السيدة المسلمة والعربية بالإعلام لا حقيقية ولا منطقيه بل مشوهه, وللأسف نحن نعيش في مجتمعات تتلقى تثقيفها منه لأنها
أمة لا تقرأ.
وكما شوه الإعلام صور المجتمعات الإسلامية شوه صورة سيداته أكثر من اللازم على العكس من مهمته الحقيقة وهي العمل على كشف الحقائق للجماهير ولرسم فهمهم الحقيقي لكل صور المجتمع وربما المساعدة في معالجتها وهنا تبقى مشكلة الإعلام المستمرة لأبد الآبدين أنه يصور بمفاهيم سياسية موجهه ويسوسه المال
ولا نستطيع أن نجد الحل إلا بتغير الحال.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_