الشرطة الألمانية تستخدم العنف بحق لاجئ
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_رحلة عودة المواطنين الأفغان من ميونيخ الألمانية إلى عاصمة بلادهم كابول منتصف آب/أغسطس الماضي، كانت موضوعاً لتقرير جديد نشرته يوم أمس الأربعاء لجنة أوروبا لمنع التعذيب والمعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة.ويستند التقرير في معطياته إلى زيارة قامت بها اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب إلى ألمانيا في الثالث عشر من شهر أغسطس/أب الماضي، للوقوف على تفاصيل تنفيذ عملية ترحيل مواطنين أفغان التي قامت بها الشرطة الفيدرالية الألمانية بالتعاون مع الوكالة الأوروبية للحدود وخفر السواحل.وكانت السلطات الألمانية رحّلت جواً في ليلة 14ـ 15 أغسطس الماضي 46 أفغانياً من مطار ميونخ إلى مطار كابول بعدما رُفضت طلبات لجوئهم، وكان على متن الطائرة ثلاثة مراقبين من اللجنة الأوروبية لمكافحة التعذيب إلى جانب نحو 100 شرطي ألماني، وقد اطلع وفد اللجنة على جميع مراحل تنفيذ العملية، بما في ذلك الاستعدادات في سجن “إيشستات”، وهو مركز الاحتجاز للذين سيتمّ ترحيلهم.وخلصت اللجنة الأوروبية في تقريرها إلى أن العملية كانت جيدة الإعداد ونُفذت بطريقة احترافية، وعُومل خلالها المرحّلون بشكل جيد من قبل الشرطة، باستثناء أحد المرحّلين الذي قاوم بعنف عملية ترحيله، فقام عناصر من الشرطة بمحاولة إخضاعه والسيطرة عليه عبر تكبيله والضغط بشدة على رقبته وأعضائه التناسلية الأمر الذي انتقدته اللجنة بشدّة.وقال التقرير: إن “إساءة معاملة أي شخص من خلال الضغط على أعضائه التناسلية، وهو أسلوب يهدف بوضوح إلى تعريضه لآلام مبرحة من أجل إخضاعه، تعد مفرطة وغير ملائمة في الوقت نفسه”.وأوصى التقرير بعدم استخدام التقنيات التي تعرقل قدرة الشخص على التنفس أو إلحاق الألم الشديد به لإرغام على الامتثال للأوامر، علاوة على ذلك، يتوجب على جميع ضباط الشرطة المرافقين ارتداء إشارة لتحديد هوية كل واحد منهم أثناء عمليات الترحيل، وإضافة إلى هذا يجب زيادة العدد الإجمالي للمرافقة المدربين، وفق ما جاء في التقرير.وطالبت اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب بتعزيز الضمانات الخاصة بالرعايا الأجانب، وعدم إبعاد أي شخص من ألمانيا بينما لا تزال إجراءات الاستئناف قيد التداول أمام المحكمة.وانتقدت اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب تأخير إخطار المرحّلين بموعد ترحيلهم حتى اللحظة الأخيرة، مطالباً بإخضاع الأشخاص المرحّلين والذين يعانون من مشاكل صحية أو عقلية إلى فحوصات طبية شاملة.والجدير بالذكر أن عملية الترحيل الجماعي المذكورة ، كانت الخامسة عشر من نوعها منذ شهر كانون الأول/ديمسبر من العام 2016، حينما وقّعت ألمانيا وأفغانستان اتفاقا بشأن ترحيل الأفغان الذين ترفض طلبات لجوئهم، وتتولى اللجنة الأوروبية لمكافحة التعذيب ضمان حصول العملية بدون أعمال تعذيب أو معاملة غير إنسانية أو مهينة.
يورونيوز