ناقلات تحترق ورسائل لاتصل

ابراهيم عطا : كاتب فلسطيني

لكثير من المراقبين والمحللين السياسيين والاقتصاديين يرون بالهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان اليوم بمثابة الخبر الاهم لتسليط الاضواء وتحليل تاثيره على اسعار النفط وتوقع النتائج والعواقب على الساحة الدولية بشكل عام، اما انا فما اراه كحدث مهم و اكثر استحقاقا بالاشارة وتسليط الاضواء هو ما حدث في طهران بنفس الوقت الذي تم فيه تفجير ناقلات النفط العملاقة واشتعالها، عندما رفض المرشد الاعلى للثورة الاسلامية استلام رسالة من ترامب “لانه ليس اهل بان نتبادل معه الرسائل” كما قال خامنئي للوسيط الياباني رئيس الوزراء شينزو آبي الذي احتفظ بالرسالة بيده للحظات ومن ثم دسها تحت مؤخرته ولم يتجرأ على تقديمها للمرشد الاعلى حتى لا يقع في الحرج لعدم اخذها منه…
اقول انه الحدث الاهم ليس فقط لانه سيقرر مصير العلاقة بين واشنطن وطهران على المدى المنظور وربما مصير المنطقة برمتها على المدى البعيد، ولكن لرمزية هذا الحدث العظيم الذي يقدم درسا جديدا لحكامنا الخانعين لسياسة “انكل سام”، والذين ينساقون بالعصا امام هذا الكاوبوي الاشقر، وباوامر منه، يقومون باستقبال المبعوثين الصغار من امثال صهره الصهيوني الخطير كوشنر، او يتوجهون مهرولين، بامر منه ايضا، الى المنامة للمشاركة في واحدة من اخطر حلقات القضاء على القضية الفلسطينية مقابل تقاضيهم مبالغ كبيرة من المؤكد انها ستدفع من اموال العرب والمسلمين انفسهم…
وللاسف ما زال هناك الكثير من الحكام الاذلاء الذين يفرحون عندما يعرفون ان من يهاتفهم هو الدكتاتور الامريكي الاشقر حتى وان كانت المكالمة الهاتفية عبارة عن تعليمات واوامر لهم…فهم يتعاملون مع الولايات المتحدة الارهابية على انها ماما امريكا التي يسمعون كلامها بصمت “ولا يقولون لها اف”…
فمتى سنتعلم الدرس يا حكام امتنا الكرام؟ الم تصلكم رسالة هذا الرجل “الفارسي المجوسي الصفوي” التي مفادها انه باستطاعتنا ان نقول “لا” لرئيس الولايات المتحدة الارهابية ولمكالماته ورسائله وان نعيدها له “ليبلها ويشرب ميتها”، اذا لم يحترمنا ويغير من سياسته الاجرامية المساندة للاحتلال الصهيوني لفلسطين ويتراجع عن قراراته المذلة لامتنا وللقدس مسرى الرسول الكريم، ام انكم ستستمرون باستلام رسائل ترامب واوامره برؤوس مطاطاة حتى لو كان على حساب قضايا الامة وعزتها وكرامتها…
تحية احترام واجلال لكل من يقول لا للعنجهية والبلطجية الترامبية ولا للانحياز الامريكي الاعمى الداعم للجرائم الصهيونية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post بينالي القاهرة الدولي للبلجيكي يورس فان دو مورتل
Next post بلجيكا و زيادة أجور العمال بالاتحاد الأوروبي