طفلة لاجئة سورية تقود أوركسترا هولندية!
مع نهاية عام 2015، انتقلت عائلة شذى إلى هولندا، حيث برزت مواهب شذى وجوى وذاع صيتهما في أوساط الموسيقيين الهولنديين الذين طلب بعضهم مشاركتهما في حفلات موسيقية. تميز أسلوب الأختان الموسيقي باختيار الألحان المركبة والمعقدة، كمقطوعات عازف العود العراقي منير بشير والمصري رياض السنباطي والموسيقار محمد عبد الوهاب، الأمر الذي فتح شهية العازفين الهولنديين على مشاركة الفتاتين السوريتين بحفلات نالت شهرة كبيرة في كافة أنحاء هولندا.
“لا يهم”.. مقطوعة شذى الأولى
جالت الأختان في كافة أنحاء هولندا حيث قدمتا عروضا موسيقية باسم فرقتهما “قاسيون”. العروض لاقت نجاحا كبيرا. شاركت شذا بمسابقة للتأليف الموسيقي لمن هم تحت الـ18 عاما نظمتها إحدى أعرق الفرق الموسيقية بهولندا “NEDERLANDS BLAZERS ENSEMBLE“، وفازت. كانت المقطوعة التي قدمتها شذى المحاولة الأولى لها في التأليف الموسيقي وحملت عنوان “لا يهمّ”، وقدمت عرضها ضمن الحفل السنوي للفرقة في دار الأوبرا بأمستردام.
في تصريحات صحفية، أعلنت شذى عن نيتها استكمال تعلم الموسيقى للوصول إلى مستويات احترافية متقدمة تتيح لها إيجاد أسلوب واع يخلط بين الموسيقى العربية والغربية والتركية.
عشرات اللقاءات الإعلامية
وفي تصريح للصحافة حول النجاح الذي حققته شذى، يقول والدها الفنان عبد القادر المنلا أن هولندا ساهمت بشكل كبير في صقل موهبة شذى وجوى، فعلى سبيل المثال ” ترسل الفرقة الهولندية لجوى وشذى أحد كبار موسيقييها إلى منزلنا لتدريبهما… كما أن الصحافة والتلفزيون والإعلام عموما لا يهدأ… وأجريت معهما عشرات اللقاءات التلفزيونية والإذاعية في أقل من سنة، وأصبحت فرقة قاسيون معروفة تماما في الأوساط الموسيقية الهولندية، وكذلك عند الجمهور الهولندي المهتم بالموسيقى”. ويضيف المنلا أنها لو بقيت في سورية، لكان إهمال وضياع موهبة الطفلة أمرا مؤكدا وشيكا.
من جهته، قال الأستاذ المشرف على الأوركسترا الهولندية برنار ديركلارب، إن “شذى تمتلك موهبة واضحة على آلة القانون… حيث استطاعت على الرغم من صغر سنها، أن تقود الأوركسترا بكل انسيابية، كانت تبدو وكأن لديها خبرة كبيرة في القيادة”.
لم تؤلف شذى سوى مقطوعة واحدة، إلا أن النجاح الذي لاقته حتى الآن يوحي بأنها وجدت بداية الطريق لمشروعها الموسيقي.
ولدى سؤاله عن الآثار السلبية للحرب في سوريا التي قد تكون عانت منها شذى يقول والدها “خرجت شذى من سورية وعمرها 8 سنوات، حاولنا إبعادها تماما عن الأجواء القاتمة، إلا أن فضولها يدفعها دائما لمعرفة تفاصيل. هي واعية لكل ما حدث، وواعية أيضا لسبب خروجها من بلدها… والتحاقها بحياة جديدة، مهما كان نوعها ومهما حققت فيها من نجاحات، لن تنسيها طفولتها في بلادها التي صارت بعيدة”.
مصدر