جدال حول السفير الإماراتي في واشنطن
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ جانب مظلم” لسفير دولة الإمارات العربية في الولايات المتحدة الأميركية يوسف العتيبة كشفت عنه الرسائل الإلكترونية التي تناولها موقع “ذي أنترسبت” من حساب العتيبة. الوثائق المسربة من خلال رسائل وشهادات من أشخاص مقرّبين، تؤكد تورّط العتيبة في حياة تتسم بالكثير من “المجون” في دبي وأبو ظبي والولايات المتحدة، قبل تسلّمه منصبه في العام 2008.ونقل موقع “ذي أنترسبت” عن رومان باسكال، وهو صديق قديم ليوسف العتيبة، أنّ السفير كان يجلب لنفسه ولأصدقائه عاملات جنس من جنسيات مختلفة إلى منزله في أبو ظبي بين عامي 2003 و2004، ملمحاً في ذلك إلى أن الفتيات ضحايا شبكات للاتجار بالبشر، وكان العتيبة يطلق على مجموعة أصدقائه المقرّبين اسم “فريق ألفا“، كما كان ينفق أموالا كبيرة على رحلاتهم وحفلاتهم ما بين الإمارات العربية والولايات المتحدة.وأشار رومان باسكال إلى أنّ الفتيات كن يجلبن إلى منزل العتيبة وهن يرتدين عباءات، ثم يطُلب من أصدقاء العتيبة اختيار الفتاة التي يريدونها، وأضاف باسكال: “كان يقال لنا إنّ الفتاة ستكون ملكاً لنا حتى اليوم التالي”. وكان باسكال قد تعرّف على العتيبة داخل ملهى للتعري في واشنطن يُدعى “كاميلوت“، وسرعان ما انضمّ باسكال، بعد ذلك، إلى “فريق ألفا“، تحت نفقة العتيبة. وأظهر موقع “ذي انترسبت” رسالة الكترونية تلقاها العتيبة في العام 2008 من صديق له بعد أن قامت قناة أميركية بعرض تقرير حول تجارة الجنس في إمارة دبي، وجاء في الرسالة: “كنت أنتظر أن أراك في برنامج ستون دقيقة الليلة الماضية. ما هو حجم مشكلة الدعارة عندكم؟”.وجاء ردّ العتيبة: “لماذا كنت تنتظر رؤيتي في موضوع كهذا يا كلب“، وتابع “إنها مشكلة كبيرة، لكنها ليست ظاهرة…لن تجد عاملات الجنس يتسكعن على أرصفة الشوارع، ولكنها مستترة، داخل البيوت ولن تراها أمامك حيثما ذهبت”.التصريحات التي جاءت في الرسالة والتي تشير إلى الحياة الماجنة لسفير الإمارات في الولايات المتحدة تتعارض دون شكّ مع النط الذي طالما حاول العتيبة تجسيده في الولايات المتحدة على خلفية جهوده كدبلوماسي خليجي منفتح ومؤيد للحرية والديمقراطية وحقوق المرأة، ولكن في حال ثبوت تورطه في الاتجار بالبشر واللجوء إلى عاملات جنس، يكون العتيبة قد خرق القانون الإماراتي، الذي يعاقب ويرحّل كل من يتورط في قضايا من هذا النوع، وأشار تقرير “ذي أنترسبت” إلى أنّ يوسف العتيبة يعد من المقربين إلى العائلة الحاكمة ويتمتع بحصانة قد تحميه من إجراءات المحاسبة والعقاب. وتجمع يوسف العتيبة علاقة مقربة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، منذ أن عمل إلى جانبه كمستشار للشؤون الدولية في العام 2000. وتألق العتيبة بعد أن أرسله محمد بن زايد مبعوثاً لحلّ قضية شراء موانئ أميركية عام 2006. ولنفوذ العتيبة أصداء في واشنطن، انعكست على علاقاته مع دوائر القرار السياسي، إذ عمل على توجيه السياسة الخارجية الأميركية ضد إيران وجماعة “الإخوان المسلمين”. كما أشار التقرير إلى أنه عمل على التأثير على علاقة الرياض مع واشنطن، وتفضيل الأخيرة أشخاصاً من العائلة الحاكمة، بشكل يخدم مصالح الإمارات.وتظهر رسائل مسربة احتفال العتيبة مع أصدقائه من “فريق ألفا” بنجاحه في كسب تأييد عدد من بلدان المنطقة لتعزيز الوجود الأميركي في العراق في العام 2007، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق جورج بوش. وجرت هذه الاحتفالات في مدينة “لاس فيغاس” الأميركية، وتبيّن إحدى الرسائل سؤال العتيبة عما إذا كانت حصانته القانونية تحميه مما يمكن أن يحدث خلال تلك الاحتفالات.وأكد تقرير “ذي أنترسبت” أنّ المحكمة الأميركية قضت بحبس المستشار القانوني للسفارة الإماراتية بايرون فوغان بتهمة الاختلاس، والذي كان صديقاً مقرباً من العتيبة منذ أيام دراسته في جامعة جورج تاون في واشنطن. وقد أدين فوغان بالاختلاس من مؤسسة “أويسيس” الخيرية التي أسسها العتيبة بعد توليه منصب السفير في واشنطن، ونصبه مديرا لها، وقد أشارت وثائق صادرة من المحكمة إلى أنّ فوغان كان مُشتبهاً بممارسات تتعدى قضية الاختلاس، وأن العتيبة كان على علم بالمخالفات، وحاول ممارسة ضغوط على الإدارة الأميركية لإغلاق القضية أو تخفيف التهم الموجهة إلى صديقه فوغان، أحد أقطاب “فريق ألفا”.
يورونيوز