جونسون يعلن عن تقدم في مفاوضات البريكست
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ في مقابلة نشرت اليوم الأحد 15 سبتمبر/أيلول، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنّ هناك “تقدّماً هائلاً” جار إحرازه للتوصّل إلى اتّفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي.وقال جونسون في المقابلة التي نشرتها صحيفة “ميل أون صنداي”، إنه “سيكون هناك الكثير من العمل حتّى تاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر”، موعد آخر قمّة للاتّحاد الأوروبي قبل تنفيذ بريكست المقرّر في 31 تشرين الأول/أكتوبر. وأضاف جونسون: “لكنّني ذاهب إلى هذه القمّة وسأحصل على اتفاق، وأنا متفائل جداً”، مؤكدا في الوقت نفسه أنه “في حال لم نتوصل الى اتفاق، فسنخرج في 31 تشرين الأول/أكتوبر”.وتأتي تصريحات جونسون قبل محادثات مقررة يوم غد الاثنين في لوكسمبورغ مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ومفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف ملف بريكست ميشال بارنييه.هذا وقال جونسون “سنخرج من (الاتحاد الأوروبي) في 31 تشرين الأول/أكتوبر وسننجزه (بريكست)، صدقوني”.إلا أن حجم المعارضة في البرلمان لنهج جونسون اتضحت يوم السبت، عندما انشق أحد النواب من حزبه المحافظ للانضمام إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي المؤيد للاتحاد الأوروبي.وكان وزير الجامعات السابق سام جيماه انتقد بشدة تهديدات جونسون بالانسحاب من التكتل بدون اتفاق، ودعا إلى إجراء استفتاء جديد على بريكست، بعد التصويت الذي جرى في 2016.تولى جونسون منصبه في تموز/يولو متعهداً بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باتفاق أو بدونه، لكنه واجه مقاومة في مجلس العموم.وانضم محافظون متمرّدون الأسبوع الماضي إلى صفوف نواب المعارضة لتمرير قانون على عجل ينص على تأجيل بريكست حتى كانون الثاني/يناير ما لم يتوصل رئيس الوزراء إلى اتفاق مع بروكسل بحلول نهاية الشهر المقبل.ويسعى جونسون لإعادة التفاوض على البنود الواردة في الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع التكتل، ورفضها البرلمان، لكن قادة التكتل يصرّون على أنهم لن يقدموا أي تنازلات جديدة.وتشكل خطة ما يعرف بـ”شبكة الأمان” المسألة الخلافية الكبرى بين الطرفين. وتهدف الخطة إلى إبقاء الحدود مفتوحة بين بريطانيا وإيرلندا، ما من شأنه إبقاء لندن مرتبطة بقواعد الاتحاد الأوروبي التجارية بعد فترة طويلة من إتمام بريكست.وقال جونسون “عندما تسلّمتُ هذه المهمّة، كان الجميع يقولون إنّه لا يُمكن إطلاقا إدخال أي تعديل على اتفاق الانسحاب، تراجعوا في إشارة إلى قادة الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، وكما تعرفون، يجري حوار جيّد جداً حول طريقة معالجة مشاكل حدود إيرلندا الشمالية”. وأضاف “هناك تقدم هائل يتم إحرازه”.لكن الحكومة البريطانية قللت من احتمال تحقيق أي اختراق مهم في محادثات الاثنين.وكرر جونسون أنه لن يوافق على تأجيل بريكست “تحت أي ظرف”.وتحدى 21 نائبًا محافظًا جونسون، ودعموا تشريعًا يمنع بريكست بدون اتفاق، فأقالهم من الحزب الحاكم.وكان جيماه بينهم ليصبح عدد النواب الليبراليين الديمقراطيين في مجلس العموم البريطاني الذي يضم 650 مقعداً، 18 نائبا.وقال جيماه يوم أمس السبت، إن “بوريس جونسون ترك النواب المعتدلين في الحزب المحافظ أمام خيار صعب، إما الموافقة على بريكست بدون اتفاق أو مغادرة الحياة السياسية”.وهو الانشقاق السادس عن حزب جونسون للالتحاق بصفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي هذا العام، ويأتي بعد أيام من تحرّك مشابه قام به النائب المحافظ فيليب لي.من جهته، هاجم رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، الزعيم البريطاني الحالي جونسون في مقتطفات من مذكراته نشرت أيضا اليوم الأحد. وقد اتهمه بـ”الشعبوية” وتأييد بريكست من أجل دعم مسيرته السياسية ليس إلا.وقال إن جونسون الذي تولّى منصبه في تموز/يوليو، اعتقد أن تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 2016 سيزيد شعبيته في الحزب المحافظ.وذكر كاميرون الذي ينتمي إلى حزب المحافظين كذلك، أن جونسون كان يرى أن هناك ضرورة لإجراء استفتاء ثان لتأكيد شروط الانسحاب وهو أمر رفضه رئيس الوزراء الحالي لاحقًا.وكشف كاميرون البالغ من العمر 52 عاما، أنه حاول منع جونسون من الانضمام إلى معسكر بريكست من خلال عرض منصب وزير الدفاع عليه.وقال في مذكراته التي تنشر كاملة الخميس، إن جونسون واصل مع ذلك حملته المؤيدة لبريكست “وخاطر بنتيجة لم يكن يؤمن بها لمجرد أنه اعتقد أن ذلك سيدعم مسيرته السياسية”.وبقي كاميرون بعيداً عن الأضواء منذ استقالته غداة استفتاء بريكست الذي دعا إليه آنذاك.
يورونيوز