أنصار الموضوعية وإشكالية تمرير بعض عناصر النظام الذي سحبت الثورةُ الشرعيةَ عنه

تيسير عبدالجبار الآلوسي

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_لا مرجعية فوق مرجعية الشعب مصدرا أعلى للسلطات جميعا ولا سمو إلا للشعب هو من يثبّت ويلغيوكفى دجلا ومنافقة بتسمية حراس نظام الفساد الطائفي بالشعبي وهم ليسوا إلا الحشد الميليشياوي من يُرهب الأبرياء السلميين، حتما لا يُسمى الشعبي بل الميليشاوي وإن ضم تضليلا و-أو كرها بعض المخدوعين
يسوق بعض الكتّاب رؤى وأفكار تصب تحديدا وحصرا في الدفاع عن سلامة موقف هذا العنصر أو ذاك ممن يمثل ركنا من أركان نظام تحكَّم بالعراق منذ 2003 حتى يومنا..! ونحن ندرك مع شعبنا المبتلى كيف تمَّ تدمير العراق وطناً وتُرِك أرضاً يبابا خراباً..!!! ومن الذي خرَّب الوطن ونهبه حدّاً لم يحصل في تاريخ أو مرحلة فيه.. حتى جاء شعار الثورة الشعبية مجسدا بعبارة “نريد وطن”.صحيح أنّ الثورة هي ضد (منهج) التخريب من سرقة وتدمير وتقتيل إلا أنه من الصحيح أيضا والأكثر موضوعية ودقة أن ذلك جاء بعناصر مارست الطغيان وارتكبت جرائم الفاشية الجديدة وتلك العناصر مسؤولة مسؤوليةً قانونية واضحة بيّنة عما اُرْتُكِب من: (جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وجرائم حرب) ولم تترك تلك العناصر الفاشية جريمة سجلها القانون الإنساني إلا وارتكبتها بحق العراق والعراقيين….لا يمكن لعاقل يحكي لنا الموضوعية ويتغافل عما يجري ولعل أقل ما ينبغي ((الحكي)) فيه هو المئات التي وثَّقتها ماكنة النظام نفسه واقرتها واعترفت بها، المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمصابين ممن تمت إعاقتهم بصورة مؤقتة أو دائمة دع عنك حجم جرائم الاختطاف والاغتصاب والتعذيب الوحشي والاعتقالات التعسفية ومن ثمّ ارتكاب التصفيات الجسدية والاغتيال بعد إيقاع أقسى أشكال التمثيل بحياة الضحية وبعد مماتها واغتيالها!!!إن كل القدسيات البائسة التي يدافعون عنها تنتهي أمام قدسية حياة الإنسان الأثمن والأغلى في وجودنا مثلما قدسية أمنه وأمانه وسلامته وهو حق للعراقية والعراقي مثلما كل البشرية من شعوب وأمم…!إن أولئك الذين يريدوننا نصغي لحكاياهم عن الحشد (الميليشياوي) وقدسية فتوى تشكيله إبعادا ليس للتهم الموجهة إلى عناصر ميليشياته بل لنغض الطرف عن جرائم مُرتكبة في وضح النهار والميليشيات ومن يديرها لا تنكر الجريمة؛ إنّ عليهم أن يمعنوا جيدا في طابع الصراع اليوم ميدانياً اليوم.فالثورة بضفة وجموع الشعب كل الشعب في تلك الضفة وميادينها في وطن مبتلى منهوب مصادر مستلب يقابلها نظام تحميه قوى الحشد التي حقَّ أن نسميها الإرهابية لأنها لم توفر جريمة بحق الشعب وثورته إلا وارتكبتها ولأنها تمترست في خندق النظام الذي ثار عليه الشعب فبأي منطق وبأي موضوعية يمكن أن يسمي أولئك الحكاؤون تلك الميليشيات بتسمية (الحشد الشعبي!) والشعب ثائر لإنهاء نظام يحتمي بذاك (الحشد الميليشياوي)!!؟ إن وجود متطوعين توجهوا لمحاربة أحد أجنحة الإرهاب يوم استشهدوا في المعركة ضد الدواعش لا يعني تزكية للميليشيات التي استغلت معركة الشعب لتطهير الوطن من دنس الإرهابي الداعشي تمريرا لسطوة الإرهابي الداعشي… فمن وقف ضد إرهاب الدواعش لن يوفر موقفه اليوم ضد المواعش فكلاهما إرهاب حاول ويحاول أن يوقع أقسى أشكال الخراب والدمار لامتصاص الثروات ونهبها باستعباد الشعب وإذلاله يسومونه مرّ العذابات كما أدركه الشعب بعد 17 سنة عجافا من حكم (الطائفية الفاسدة)..
اليوم لا يوجد حشد شعبي فالحشد الشعبي هو ضفة الثورة (السلمية) المنتفضة من أجل الحرية والسلام وهو ما يتعارض وفلسفة وجود الميليشيات بأي تزكية جاءت…
الحشد الشعبي في ضفة الثورة السلمية هو الثوار المسالمين لا حملة السلاح دفاعا عن نظام الطائفية التابع لملالي الطغيان في دولة أخرى… والحشد الشعبي هو الناس البسطاء الأبرياء المسالمين الذين يبحثون عن عمل يكسبون به لقمة نظيفة لأطفالهم لا أولئك الذين يسطون على غذاء الأطفال ودواءهم!الحشد المسلح من سلطة هي بنك الإرهاب الدولي والمدرَّب خلف الحدود والذي لا يستحي قادته من إعلان مرجعيتهم القابعة بقم وطهران هو حشد ميليشياوي مجرم يتركب كل أشكال الجريمة يوميا وسواء دفعوا التهمة مؤقتا عنهم بتسمية المجرم بـ((الطرف الثالث)) أم بتقييدها ضد مجهول فإن الشعب يعرف القتلة من سوقة النظام…كفوا عن العبث والدجل ومنافقة المجرم من الطغاة الصغار التابعين الأذلاء لقوة إقليمية هي مصدر تمويل الإرهاب الدولي وتهديد شعوب المنطقة والعالم..وعنكم ما سكتم اصرخوا وازعقوا ما شئتم من نهيق وزمجرة مجنزرات الهمجية! واسقطوا القدسية على مرجعياتكم المزيفة المعممة المجلببة دجلا وتضليلا وقدّسوا حراسها من وحوش الحشد الميليشياوي ومن بلطجية الإرهاب الإقليمي والدولي فإن الشعب يدرك بـ(حشده السلمي المعتصم في الميادين)، يدرك أن حشداً يقوده الإرهابي قاسم سليماني وغيره لا يمكن أن ينتمي للشعب أو أن يتسمى ويوصف بالشعبي!!!إن دولة الحضارة العراقية منذ آلاف السنوات والأعوام لا يمكن أن يطمسها زعران الجريمة من سوقة الزمن الأغبر ومخربيه.. وإنَّ شعبا بذياك الوعي الجمعي الذي طرد من ميادينه ومن وسط حشوده في ميادين الحرية كل معمم دجال وكل عنصر ميليشياوي، أيّ قبعة ارتدى وأيّ رداء تمظهر به، لن يسمح لكم ووحوشكم أن تنالوا من مسيرة ثورته وتغييرها الآتي بدماءٍ زكية طاهرة لشهدائه وجرحاه وضحاياه.. ومن ثمَّ لن يقر لكم تباكيكم ودجلكم بمحاولة سرقة حتى الأسماء والصفات من أهلها، من الشعب.حشدكم هو الموصوف بالميليشاوي على ألسنة الثوار وأبناء الشعب ووعيهم الجمعي وهم يعرفونكم عن كثب ويشهدون ما ترتكبون يوميا ولن يوصف حشدكم يوماً بالشعبي وهو من ينكّل بأبناء الشعب وثورته في ميادين الحرية..كيف لموضوعية أن تصف الحشد الذي يثرهب الناس بالشعبي بعد أن بات مؤكدا أنه حارس النظام الذي يتمترس خلف وحوشه الهمجية!؟أية موضوعية تلك التي تصف الإرهابي الميليشاوي الفاشي بالشعبي!؟ إنها ليست إلا متابعة لخطاب الدجل والتستر مرة بالدين ومرجعياته المزيفة وفي أخرى بوحوش الهمجية من السوقة القتلة المأجورين..إن كارثتنا تلك التي تربط بين طرد جناح إرهابي ومنطق جهاد وبين نضال الشعب لاستعادة علمنة الدولة ضد ثيوقراطية استغلت الدين لتستغل الشعب وتستعبده! الكارثة تلك التي تحاول المطابقة بين حراس نظام الفاشية (الدينية) -الطائفية السياسية وبين نضال الشعب من أجل استعادة دمقرطة الدولة ونظامها! لا تساهموا في تضبيب المشهد الذي افتضح ولا تطمسوا مع كشفته ثورة الشعب فالوعي الجمعي للشعب خرج لوقف زمن فرض مرجعية دينية تسترا ومنافقة وتغطية وما يسمونه تقية اي لفرض ثيوقراطية الدولة بزمن لا وجود ولا حياة سليمة إلا لدولة علمانية لا ثيوقراطية وديموقراطية لا فاشية ..فليسقط الحشد الميليشياوي ولتنتصر الحشود الشعبية الثائرة في ميادين الحرية…لم يعد الشعب وأبطاله ينخدعون بالتسميات المزيفة المسروقة منه.. ولم ييعد يقر لكم تلك التسميات والتوصيفات بعد أن فضح جوهركم وسر تشكيلكم تلك المجموعات العنفية الإرهابية المسلحة.. ولا موضوعية ولا منطق ولا عقل لتسمية (الشعبي) تسقطونها على أية مجموعة مسلحة خارج بنية الدولة ومؤسساتها فالدولة للشعب يوم لا نتحدث إللا عن مؤسساتها الخاضعة لقوانين العصر والحداثة وفلسفتها لا للزمن الأغبر…كفى فلقد كُشف الغطاء ومن يريد الموضوعية فلينضم إلى حشود الشعب هي مرجعيته الوحيدة بزمن لا مرجعية ولا مصدر للسلطات إلا الشعب …

الحوار المتمدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post توت عنخ أمون بأكواب القهوة
Next post إنسان اصطناعي من سامسونغ