خوادم الإنترنيت وأجهزة الاستخبارات ، هل من صفقات سرية !
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تستغل الجماعات المتطرفة منصات التواصل الاجتماعي وخوادم الإنترنت لترويج المحتوى المتطرف ، ومحاولة تجنيد شباب ومؤيدين جُدد لضمان استمرار أيديولوجيتها، اعتمدت الحركات والجماعاتُ المتطرفة والإرهابية اعتمادًا كبيرًا على التطبيقات المشفرة ومواقع التواصل الاجتماعي، والهواتف الذكية في نشاطاتها الدعائية والتجنيدية والعسكرية.
اتفاقات بين خوادم الانترنيت وأجهزة الاستخبارات
أكدت وكالة “بلومبيرج” فى 28 سبتمبر 2019 أن منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة مثل “فيسبوك” و”واتسآب”، ستضطر إلى مشاركة رسائل المستخدمين المشفرة مع الشرطة البريطانية بمقتضى اتفاقية جديدة تم إبرامها بين البلدين.ومن شأن الاتفاقية الجديدة، أن تجبر شركات مواقع التواصل الاجتماعي على مشاركة معلومات لدعم تحقيقات بشأن أفراد يواجهون اتهامات جنائية خطيرة، بينها الإرهاب.ودعت وزارة الداخلية البريطانية منصات التواصل الاجتماعي إلى تطوير “أبواب خلفية” لتمكين وكالات الاستخبارات من الدخول إلى منصات الرسائل.أعلنت “كريستينه لامبرشت” وزيرة العدل الألمانية وفقا لـ” العرب اللندنية” في 14 ديسمبر 2019 ، عن مشروع قانون يشدد الغرامات على منصات التواصل الاجتماعي في حال عدم التزامها بإبلاغ السلطات عن تهديدات أو جرائم أو منشورات كراهية على منصاتها، بعد يوم واحد من قرار قضائي إيطالي يجبر شركة فيسبوك على إعادة تنشيط حساب، لحزب يميني متطرف كانت قد أوقفته لنشره خطاب كراهية على منصتها. وحذرت وزيرة العدل الألمانية من أن عدم التزام المنصات الاجتماعية بمحاربة خطاب الكراهية والتحريض، يعرضها لغرامات قد تصل قيمتها إلى نحو (50) مليون يورو.أعلنت منصة ” jeuxvideo”الفرنسية وفقا لـ”يورونيوز” في 5 فبراير 2019 انضمامها إلى الاتفاق الذي كان تم التوصل إليه في العام 2016 بين المفوضية الأوروبية ومنصات التواصل الاجتماعي، بشأن إزالة المحتوى غير القانوني.وكانت شركات مايكروسوفت وتويتر وفيسبوك ويوتيوب وقعت في عام 2017 مدونة سلوك مع الاتحاد الأوروبي، تعهدت من خلالها ببذل المزيد من الجهود للتصدي لخطابات الترويج للكراهية عبر هذه المواقع بما في ذلك التعامل مع التقارير التي تبلغ عن محتوى عدواني على المواقع خلال 24 ساعة فقط. العمليات السرية داخل أجهزة الاستخبارات
أجهزة الاستخبارات وتعقب المتطرفين
تلجأ أجهزة الاستخبارات خاصة الأميركية والبريطانية وفقا لـ”العربية” إلى وسائل عدة لتحديد مواقع المطلوبين من المتطرفين قبل استهدافهم بواسطة الطائرات بدون طيار.ومن هذه الوسائل
- تتبع المكالمات عبر الهواتف النقالة
- تعقب موقع مستخدم الإنترنت من خلال تتبع رسائل البريد الإلكتروني. عن طريق بـIP ADREES وهو عنوان الاتصال بالشبكة الدولية من خلال جهاز الكمبيوتر، ويتم تحديد موقع المتصل من خلال تتبع رسائل البريد الإلكتروني.
- وتلعب طائرات التجسس بدون طيار دورا رئيسيا في هذه المهمة. حيث تقوم طائرات التجسس بدون طيار باختراق أبراج الاتصالات التي تمر عبرها مكالمات المتصل.
ذكر المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI) في دراسة وفقا لـ”مرصد الأزهر” فى14 سبتمبر 2019، حلل خلالها الباحثان “مارك هيكر”، و”إيلي تينينبوم”، ديناميكيات الحركات المتطرفة. فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي انتبهت فيه أجهزة الاستخبارات إلى خطورة “التطرّف والإرهاب الإلكتروني”، وسعت للتصدي له ، نجد أن قراصنة “داعش” قد اخترقوا العديد من حسابات “تويتر” بهدف مواصلة الدعاية لصالح التنظيم، حيث تمّ نشر تغريدات موالية للتنظيم، كما قامت هذه الحسابات بإعادة نشر تغريدات من حسابات أخرى مناصرة للتنظيم. كما حرص “داعش” على إعدادِ برامج إلكترونية تعليمية بالعديد من اللغات حول كيفية اختيارِ أفضل التطبيقات، والبرمجيات المخصصة للمتطرفين، أو الباحثين عن التطرف. الاستخبارات الأوروبية
اتفاقات سرية من اجل الدخول إلى بيانات المتطرفين
تعرض موقع برنامج مكتبة الإيداع التابع للحكومة الاتحادية الأميركية للاختراق، في 5 يناير 2020 حيث ظهرت صورة لخامنئي في أعلى صفحة الموقع.وأعلن المخترقون الإيرانيون مسؤوليتهم عن اختراق هذا الموقع الحكومي المعني بتوزيع منشورات الدولة، ناشرين صورة المرشد الإيراني، علي خامنئي.إلى ذلك، كتب المخترقون في رسالة “الموقع مخترق من قبل قراصنة مجموعة إيران سايبر سيكيوريتي”، وأضافوا “هذه ليست سوى جزء صغير من القدرات الإيرانية عبر الإنترنت” وفقا لـوكالة “سبوتنيك”.نشرت صحيفة “واشنطن بوست” وثائق سربها الموظف السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية”إدوارد سنودن” تشير إلى دور الأقمار الصناعية والتنصت الإلكتروني في تعقب ” أسامة بن لادن” زعيم تنظيم “القاعدة”. وكشفت الوثائق إلى أن مختبراً استخباراتياً جنائياً تديره وكالة استخبارت الدفاع الأمريكية بالتعاون مع أفغانستان أجرى تحليلاً بعد 8 ساعات من تنفيذ العملية على جثة بن لادن و”أكّد بشكل قاطع” هويته.كما أظهرت أن الأقمار الصناعية أجرت أكثر من (387) عملية لجمع صور عالية الدقة لمجمع “أبوت آباد” الباكستاني الذي كان يختبئ فيه بن لادن. وأنشأت وكالة الأمن القومي الأمريكية مجموعة متخصصة في تطوير واستخدام برمجيات تجسس على الحواسيب والهواتف المحمولة لاختراق بيانات ومعلومات عناصر “القاعدة” المشتبه بأنهم قادرون على تقديم معلومات استخبارية .
لماذا أجهزة الاستخبارات تترك منصات الجماعات المتطرفة على الإنترنيت؟
أعلنت الولايات المتحدة وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” أنها لن تنضم إلى مساع دولية لوقف الدعوات إلى التطرف على الإنترنت، لكنها أكدت دعمها لأهداف المبادرة. ويتضح من هنا أن بعض أجهزة الاستخبارات تترك المجموعات المتطرفة تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي ، والفضاء الإلكتروني من اجل أن تبقى أمام أعينها، أكثر مما تعمل بالسر، ما يسهل ذلك تعقب قيادات التنظيمات وهذا ماحصل في منصات القاعدة التي اصطادت من خلالها ملهم القاعدة “العولقي” في اليمن بطائرة بدون طيار .
أوروبا لاتمتلك خوادم الإنترنيت
تعرضت أنظمة الكمبيوتر التابعة لوزارة الخارجية النمساوية “لهجوم سيبراني خطير”، حسبما أعلنت وزارتا الخارجية والداخلية في بيان.وجاء في البيان أنه “نظرا إلى خطورة الهجوم وطبيعته، لا يمكن استبعاد أن يكون الأمر متعلقا بهجوم موجَّه مِن قبل دولة” وفقا لـ”العربية” فى 5 يناير 2020.أصبحت العديد من الدول الأوروبية منذ مطلع 2014 ضحية تجسس وكالة ناسا الأميركية.أعلنت السلطات الألمانية أن هجوما إلكترونيا وقع ضد البرلمان خلال شهر مايو 2015 ، واستهدف العديد من البيانات، ناهيك عن تجسس هيئة الاستخبارات الوطنية الأميركية (إن إس إيه) لهاتف تابع للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل .بالإضافة إلى التجسس على الملايين من بيانات المواطنين والمسؤولين في عدد من الدول.وأشار تقرير نشرته وكالة ” سبوتنيك” إلى أن تجسس وكالة الأمن القومي على ميركل وطاقم العاملين معها امتد لفترة أطول وعلى نطاق أوسع مما كان معتقداً في السابق، حيث استهدفت المخابرات المركزية الأمريكية مراقبة نحو (125) رقماً لهواتف كبار المسؤولين الألمان، المتعاملين مع المستشارة أنجيلا ميركل. الاستخبارات البريطانية
الخلاصة
أصبح الربط بين وسائل التواصل الاجتماعي والتطرف ، من صميم نشاطات التنظيمات المتطرفة، لدرجة أنه لم يعُدْ من المعقول تنفيذ أيّ جماعة متطرفة أو إرهابية عملية دون استغلال أحدى منصات التواصل الاجتماعي . لا شك أنّ انتشار تطبيقات معينة مشفرة للبريد الإلكتروني، يسْمحُ للمنظمات الإرهابية بالاتصال بعيدًا عن مراقبة الأجهزة الاستخباراتية من خلال تعقيد الشفرة.وتواجه أجهزة الاستخبارات والحكومات تحديات كبيرة أمام تشفير وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها “الواتس اب” و”فيس بوك” . ما أدى إلى لجوء أجهزة الاستخبارات إلى اعتماد تطبيقات وبرامج من اجل كسر التشفير والوصول إلى بيانات ومعلومات عن الجماعات المتطرفة. بل امتد الأمر إلى الاعتماد على التجسس عبر الأقمار الصناعية لمتابعة ومراقبة المتطرفين.تتزايد أنشطة التجسس في أوروبا وذلك لانعدم امتلاك الدول الأوروبية لخوادم إنترنيت خاصة بها واعتمادها على خوادم أميركية يجعلها خاضعة تحت مظلة وكالة ناسا، وبذلك تتمكن “ناسا” من التنصت والتجسس على كافة البيانات و اتصالات دول أوروبا ما يهدد الأمن القومي لدول أوروبا .لذلك لابد من فرض ضوابط تنظيمية على محتوى خطاب الكراهية على الإنترنت ، وإقناع شركات الإنترنت بفك الشفرات التي تعرقل جهود المكتب لمتابعة الإرهابيين، كما يجب على الدول الأوروبية إيجاد خوادم خاصة بها للحد من الأنشطة التجسسية.
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات