25 يناير المتاهة والحصاد المر اسئلة التاريخ

حجاج نايل

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_حكي لي صديق عن حوار جمعه بأحد رؤساء وزارة مصر عقب ثورة 25 يناير بعد خروجه من هذا المنصب وكان صديقه بقوله انه كان لا يستطيع كرئيس للوزراء ان يتخذ قرارا في اي امر حتى ولو كان صغيرا جدا كان علية دائما العودة الي المجلس العسكري او احد الضباط في المجلس العسكري ليعطيه الموافقة او الرفض اذن كيف يمكن ان تكون ثورة وكيف يمكن ان يكون تغيير وكيف يمكن ان ……. هذا ما دعاني الي كتابة هذا المقال
ماذا حدث في ثورة المصريين العظيمة 25 يناير، مجموعة كبيرة من علامات الاستفهام والأسرار التي احاطت بتداعيات وتجليات هذه الثورة المجيدة، فهي ثورة انطلقت بحثا عن الحرية والكرامة والعيش والعدالة والمساواة وسيادة القانون، في عام 2011 ، وبعد مرور 8 سنوات ارتدت الاوضاع المعيشية والعدالة والحريات الديمقراطية والكرامة وسيادة القانون الي ادني مستوي علي الاطلاق في تاريخ الدولة المصرية ، حيث الافقار والتجويع والقمع والقتل خارج نطاق القانون والفساد علي نطاق واسع في المؤسسات المدنية والعسكرية، والاختفاء القسري والانتحار غياب حريات الرأي والتعبير وكافة الحقوق والحريات الاخري، وبرلمان تابع للرئاسة مباشرة، ووهن وضعف مخجل علي صعيد التواجد الاقليمي والدولي ،وضياع حصة مصر في نهر النيل، والتخلي عن تيران وصنافير، وصراعات مع دول مجاورة، وقتل اولادنا في عمليات ارهابية لم تهدا منذ 8 سنوات، برغم مضاعفة ميزانيات وزارات الداخلية والدفاع ، وغياب الكفاءات والخبرة السياسية والاستشارات والتخطيط تماما عن منظومة الحكم في مصر. ماذا حدث ،الاجابة عن الاسئلة الضائعة في ثورة 25 يناير والتي تشكل مسار الاحداث منذ اللحظة الاولي لانطلاق الثورة سوف تساعد كثيرا في فهم وتحليل الظرف الراهن ، بكل ما يحتويه ويكتنفه من غموض والتباس ، اطاح بأحلام مائة مليون مصري، ضاربا عرض الحائط بكل التضحيات المجيدة لهذا الشعب الثابر، ويهمني هنا التأكيد علي ضرورة فتح الصندوق الاسود للثورة المصرية ، وجملة الاسرار والمواقف التي دفعت بالأحداث علي هذا النحو ، فلازال كل من هو خارج دوائر القيادات الامنية والسيادية في هذه المرحلة غير مضطلع علي اكثر ما يقارب من 70% من اسرار هذه الثورة وان المعلن منها هو فقط لتبرير مواقف صانع الالعاب الرئيسي في هذه الثورة التي كانت المجموعات المدنية والشبابية ورموز العمل السياسي المعارض احد ضحاياها الابرياء فهم في حقيقة الامر مخلصين الي ابعد الحدود لكن كان لنقص خبرة العمل السياسي مع انظمة امنية وعسكرية تتسم بالانحطاط عامل حاسم في وصول البلاد لهذا المنحدر الخطير ربما يبقي الرهان علي ان تنطلق الافواه بالحديث بعد رحيل هذا النظام او ربما يظل الرهان علي جملة الوثائق والمحاضر والأدلة في ادراج وخبايا الاجهزة الامنية في البلاد او ربما تفضح اجهزة استخبارات دولية ما لديها من معلومات حول المؤامرة التي احيكت ضد هذه الثورة وشعب مصر العظيم وربما ساعتها ستظهر وتبدو ملامح الطرف الثالث وهو صانع الالعاب الرئيسي في هذا الحراك التاريخي
الصندوق الأسود
25 يناير 2011 نقطة الانطلاق الاولي نحو الامل والأهداف النبيلة والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية حيث انطلق الملايين من المصريين في مدن وقري ونجوع مصر للمطالبة برحيل نظام فاسد استبد بالمصريين لقرابة الثلاثين عاما دون حراك سياسي سلمي وبين ازمات اقتصادية واجتماعية ثقيلة ومرهقة وهامش محدود من الحريات يمرح فيه المعارضين لهذا النظام كما يشاءوا كما اكد رأس النظام في 2010 دون تأثير حقيقي ومع هبوب رياح الخماسين في تونس حملت بعض ذراتها الامل للشباب والحالمين في مصر بإمكانية التغيير والخلاص من نظام سياسي تصور البعض انه من المستحيل ان يرحل فكانت الثورة المصرية نموذج للثورات العاقلة والإرادة الشعبية التي قلما حدثت في تاريخ الثورات الاجتماعية والسياسية في العالم فوحدة الشعار ووضوحه والسلمية ولحمة الجماهير بمختلف اطيافها وانصهار التبيانات والاختلافات السياسية والدينية والتضحيات العظيمة جعلتها نموذجا للثورات التي ابهرت بالفعل قيادات العالم وشعوب المنطقة وبينما كانت الثورة المصرية تقدم نموذجا رائعا في تجسيد الارادة الشعبية كانت مواقف وردود فعل الدولة العميقة ومؤسساتها الامنية والعسكرية التي صاحبت وزاملت هذا الحدث العظيم لم تكن محض مصادفة تاريخية فلم تكن تنوي التخلي عن السلطة والنفوذ والارث الذي ابتلعته منذ خمسينات القرن الماضي عقب انقلاب يوليو 52 لاي تيار او فصيل مدني مهما كان الثمن لكن تجدر الاشارة هنا الي انه وعلي غير المعتاد لن يكون مقالا تحليليا للأحداث بالدرجة الاولي بقدر كونه يقدم مجموعة من الاسئلة المغلقة بلا اجابة والبحث عن الاجابات ربما يدعم بشكل يقيني ومؤكد في تحديد رؤية مستقبلية للانفجار القادم وطبيعته وتجلياته
التوريث وثورة يناير والصراع علي السلطة
ثلاثين عاما من حكم مبارك بدون نائب لرئيس الجمهورية وفي منتصف حكمه لمعت في رأسه فكرة توريث الحكم لخلفه من بعده وفي سنوات حكمه الاخيرة بدا ونظامه الاعداد لسيناريو توريث ابنه جمال مبارك لرئاسة البلاد حيث شاهدت السنوات الاخيرة من حكمه انفراد الوريث بالسلطة الفعلية للبلاد سياسيا واقتصاديا وشكل مجموعته الخاصة من لجنة السياسات واستجابت معظم مؤسسات الدولة لنفوذه باعتباره الرئيس القادم خاصة بعد تعديل المادة 76 في الدستور المصري التي وضعت شروط تعجيزية للترشح لرئاسة الجمهورية وكأنها تحدد ملامح المرشح الرئاسي قياسا وتفصيلا للابن الوريث مما اثار حفيظة قطاعات واسعة من المجتمع المصري وقواه السياسية والاجتماعية والتي كانت تري في توريث الابن للسلطة هو امتداد لسياسات الفساد والاستبداد التي هيمنت علي مجمل جوانب الحياة في مصر طوال 30 عاما وكانت القوات المسلحة وبعض القيادات داخل الاجهزة السيادية ايضا من الجهات التي تري في التوريث خطرا داهما علي مصالحها ونفوذها التاريخي الممتد 60 عاما في السلطة من منطلق ايمانها بعدم مشروعية تولي المدنيين لهذا المنصب وان منصب رئيس الجمهورية هو استحقاق تاريخي للقوات المسلحة منذ انقلاب يوليو 52 الذي اسس ورسخ لهيمنة القوات المسلحة علي اركان ومفاصل الدولة المصرية بما في ذلك مؤسساتها المدنية حيث لم يقتصر الامر علي منصب رئيس الجمهورية بل امتد للمحافظين ورؤساء المدن والأحياء والمحليات فيما يعرف بعسكرة المجتمع المصري ومؤسساته ومن ثم ظل التلويح بتعيين رئيس مدني يشكل تهديد مباشر لعقيدة ومصالح القوات المسلحة في مصر لاسيما بعد استفحال وتعاظم نفوذها السياسي والاقتصادي في العقدين الاخيرين فهل بالفعل كان للقوات المسلحة دورا او موقفا داعما ضمنيا وليس صريحا لثورة 25 يناير من اجل الاطاحة بسيناريو التوريث الذي كان ينويه الرئيس المخلوع مبارك وهل شكلت شعارات ثورة يناير ضد توريث الحكم إنقاذا لمنظومة الولاء والطاعة داخل صفوف القوات المسلحة وتوافقا مع توجهاتها في هذا الصدد للخلاص من الرئيس المدني القادم برضاء وموافقة ضمنية من قياداتها وتحديدا المجلس العسكري في هذا الشأن اذن كيف ومتي وأين ومن قام بتمرير هذه المعادلة السياسية وما هي الاطر الزمنية والمكانية التي تحركت فيها وكيفية تعاطي الاطراف المختلفة في دوائر الحكم التي كانت تؤيد التوريث في ذلك الوقت؟ ماذا حدث وكيف اجبر مبارك علي التخلي عن منصبه؟ هل بالإرادة الشعبية وحدها؟ او بضغوط القيادات العسكرية في القوات المسلحة؟ ام باستغلال موقف الجماهير وتجيره لصالح القوات المسلحة؟
اتصور ان القوات المسلحة كانت تعد سيناريو محدود لتحريك القضية وليست تحرير الوطن فكانت حدود هذا السيناريو هو الخلاص من ازمة توريث الحكم ومبارك وأبنائه فقط وعودة الجماهير مرة اخري وبالفعل نجح هذا السيناريو الي حد كبير في سياق انتهاء الحماس الثوري لجماهير شعبنا بمجرد رحيل رأس السلطة وكأنه رأس بلا جسد لم يكن بمقدور احد التكهن بأن النظام كان يعد لرؤوس اخري في المرحلة القادمة لنظام سياسي اكثر انحطاطا من سابقيه ودخلت بعد ذلك الثورة المصرية في مرحلة التفاوض وجها لوجه فلقد استفرد النظام بالنخب السياسية بعد ان استكانت وهدأت قواعدها الشعبية العريضة والتي كانت مصدر قوتها ليحرك ويوجه اللاعبين في المعادلة السياسية القائمة وفقا للنموذج الامثل في مسار الثورات المضادة وبرغم مرور هذا النموذج ببعض الانتكاسات نتيجة المليونيات والحشد الشعبي من جديد إلا انه حافظ علي قوامه الاساسي واستكمل خطته وتوجهاته بكل براعة ومن هنا بدأت الاحداث المركبة والتي اعتمدت علي ما ذكرناه سابقا من جملة التناقضات التي طفت علي سطح الاحداث بين كافة القوي السياسية بمختلف مشاربها وتشرذمها وصراعاتها التاريخية وانفصالها عن الواقع في بعض الاحيان لكن في ذات الوقت الذي استمر فيه حراك الدولة العميقة وأجهزتها في تدمير هذه الثورة والقضاء عليها مخلفا السؤال الرئيسي في الاحداث هل كانت المؤسسات الامنية والعسكرية مؤيدة لمطالب هذه الثورة كما كان معلنا ؟؟؟؟
من يحمي الحدود المصرية ؟؟؟؟؟
منذ ان أسس محمد علي الجيش المصري في 1820 وبمساعدة سليمان باشا الفرنساوي استطاع في فترة وجيزة غزو عدة مناطق من السعودية الي اليونان فقد كان منذ ذلك الوقت من اقوي جيوش المنطقة وحتى ذلك الحين وجميع الحروب التي خاضها الجيش المصري منذ 1948 وحتى عام 1973 مرورا بحرب 56 وحرب اليمن ودعم ثورات التحرر في افريقيا والجزائر وبلدان اخري دخلنا اكثر من خمس حروب كبري وحاربنا دولا كبريبل استطيع التاكيد انه منذ احمس ورمسيس الثاني وحتى الان لم يستطيع اي محتل بكل جيوشه وتقدمه وعتاده ان يغزو الدولة المصرية من سيناء شرقا وحتى عاصمة البلاد القاهرة الكبري بحثا عن السجون المصرية ومساعدة المساجين علي الهرب وما سبق حول تاريخ العسكرية المصرية لا يستقيم با حال من الاحوال مع السيناريو العبثي الذي قدمته الاجهزة الامنية والدولة العميقة ادبان ثورة 25 يناير من ان 90 فردا من حركة حماس وحزب الله استطاعوا غزو الدولة المصرية بكل التاريخ العسكري ووصلوا الي القاهرة بسيارات دفع رباعي لاطلاق المعارضين السياسين من السجون المصرية فهو سيناريو لا يستقيم ايضا بزعم ان هناك فوضي وثورة في البلاد حقا انه سيناريو يدعو الي الضحك والبكاء في نفس الوقت لكنه يظل من علامات الاستفهام الكبري حول اسرار ودهاليز وكواليس ثورة 25 يناير لماذا قدمت الاجهزة والدولة العميقة هذا السيناريو الركيك وما هي اهدافه وكيف اخرجه صانع الالعاب بهذا القدر من الضعف والهزال
هل بالفعل قامت مجموعات من حركة حماس وكتائب القسام وحزب الله باقتحام السجون المصرية يومي 28 و29 يناير 2011؟؟ وبما ان هذا الحدث وفي هذا التاريخ يشكل احد المحاور الاساسية في ثورة 25 يناير وما تلاه من تحولات دراماتيكية في الشارع المصري من كونها تظاهرة لمجموعات من الشباب الساخط علي الاوضاع الي ثورة شعبية حقيقية اندفع فيها مئات الالاف بل الملايين من المصريين في المدن والأقاليم المصرية فمن المؤكد ان الاحداث التي صاحبت هذا اليوم شكلت منحي حاسما في مسار الثورة المصرية ولقناعات راسخة ربما لدي الكثيرين ان حوادث اقتحام الحدود المصرية والوصول الي القاهرة وفتح السجون علي مصراعيها ومساعدة المساجين علي الهرب في بعديهما السياسي المتمثل في مساعدة جماعة الاخوان المسلمين علي الهرب من السجون والالتحاق بقطار الثورة في هذا التاريخ او البعد الجنائي والذي اطلق ايدي السجناء البلطجية والشبيحة للاعتداء علي المصريين ونشر اجواء من الرعب والهلع وعدم الاستقرار لدفع الشعب المصري دفعا للندم علي ما اقترفوه من خروج علي النظام والحاكم والسلطة ومن ثم وفي سياق علامات الاستفهام الكبيرة في ثورة يناير كيف يمكن لبلد تعداد سكانها يقارب المائة مليون وفي ظل وجود قوات مسلحة لها تصنيف متقدم بين جيوش العالم بما تملكه من معدات وأسلحة حربية متطورة وانتشار واسع علي كافة الحدود المصرية وأيضا في ظل وجود اجهزة استخبارتية متقدمة وتملك مفاتيح الحدود الشرقية وقطاع غزة ومن علية من بشر وحجر وفي ظل وجود استخبارات حربية وعسكرية اجهزة شرطية متطورة كمباحث امن الدولة ودولة قديمة عريقة عميقة تملك مقومات الدول الحديثة فكيف يمكن لعدد 90 فرد من حركة حماس وحزب الله ان يخترقوا الحدود المصرية ويتقدمون بسيارات دفع رباعي مسافات تقارب ال600 كيلو متر داخل الاراضي المصرية دون ان يتعرض لهم شخص واحد من كل ما تقدم من جيوش وأجهزة ومعدات ودون ان تتحرك كتيبة او ثرية او فصيلة او حتى وحدة قسم شرطة او خفراء لها الموكب ؟؟!!!! وكيف يمكن للمصريين استيعاب هذا السيناريو الغامض والمضحك اتصور لو انها حقيقة فيجب وينبغي ان يحاكم السيد طنطاوي وزير الدفاع في ذلك الوقت في ميدان التحرير محاكمة علنية لكننا ندرك ان هذا الحدث من بين الاسئلة الحائرة والمتاهة التي اغرقتنا فيها الاجهزة السيادية في مصر في ذلك التوقيت وسيظل هذا الحدث احد الاسئلة الكبري للتاريخ.
من هو صانع الألعاب
توالت الاحداث والمواقف الاكثر غموضا في مرحلة تالية عقب نجاح الجماهير الشعبية في الاطاحة برأس النظام في 11 فبراير 2011 والتي قد يبدو بعضها منسجما مع التوجه العام للمصريين وحلمهم التاريخي في بناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية ويبدو البعض الاخر من هذه الاحداث والمواقف غامضا وملتبسا ومالم تكشفه الحقائق التاريخية والوثائق سيظل من علامات الاستفهام الكبري وذلك يرجع لكون هذه الاحداث والمواقف تكونت وتأسست علي الملابسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة وفقا لما ارتاه الطرف الممسك بزمام الامور من موقعه في السلطة وداخل اروقة الدولة العميقة وانطلاقا من تأزم الموقف السياسي والتعقيدات التي اقحمت عليه من ظهور نفوذ اكثر تاثيرا لجماعة الاخوان المسلمين والتيارات الدينية علي وجه الاجمال وما فرضته الساحة الشعبية علي صانع الالعاب في الاجهزة السيادية من ترويض لهذه الجماعات والتحالف التكتيتيكي معها درءا لتطور الموقف اكثر مما هو عليه فقامت بوضع جماعة الاخوان المسلمين علي راس السلطتين التشريعية والتنفيذية لحرقهم ودحرهم نهائيا وبلا رجعة وذلك في سياق انهم القوي الوحيدة المناوئة لهم تنظيميا وجماهيريا لكن كيف تم التأسيس لهذا السيناريو وما هي تفاصيل ماجاء علي لسان وزير الدفاع في ذلك الوقت المشير حسين طنطاوي” بأن استقدام جماعة الاخوان المسلمين الي السلطة كان بغرض حرقهم وكشفهم امام الشعب المصري” للتأكيد علي اللغط الذي صاحب الانتخابات الرئاسية بين كل من شفيق ومرسي وإثارة بعض الشكوك حول نتيجتها ومن الفائز فيها وفي هذا السياق فانه لم يعد منطقيا التعاطي مع الاعيب السلطة في ذلك الوقت إلا في اطار الاسرار والأسئلة الكبري التي ينتظرها التاريخ لتفسير ما يحدث الان في مصر . مع الاخذ بعين الاعتبار انه منذ اللحظات الاولي تخطط المؤسسة العسكرية لضرب هذا التحالف التكتيكي مع جماعة الاخوان المسلمين في اقرب الآجال واعتمادا علي ضيق الافق السياسي لهذه الجماعة والتيارات الداعمة لها وكذلك اعتمادا علي مجمل التناقضات التاريخية بين هذه الجماعات وباقي التيارات المدنية والحركات السياسية الاخرى في الساحة المصرية وانعدام خبرة كل من التيارين في العمل الجماهيري الواسع وقيادة الدولة ومؤسساتها بشكل احترافي كما ان هذه التيارات ظلت منغلقة علي نفسها لعقود طويلة ولم تمارس العمل السياسي والجماهيري والمؤسسي إلا في دوائر وحلقات ضيقة للغاية مثل المصانع والجامعات والمساجد مما اتاح للأجهزة السيادية والامنية في البلاد الفرصة الاكبر في تحريك وتوجيه هذه التيارات وبالأخص التيار الأخواني وادعميه حيث كان يمثل الهم الاكبر لصانع الالعاب في هذه المرحلة بالطريقة التي تحتم الوصول الي ما وصلنا اليه في 3 يوليو 2013 والزعم بأن مواقف القوي السياسية المختلفة سواء كانت التقليدية او الدينية او المدنية او مجموعات الشباب الذين كان لهم دورا بارز في الاحداث متجاوزة عقل السلطة وأجهزتها السيادية في ذلك التوقيت هو محض هراء وخرف فكانت كل التيارات والمجموعات والقوي السياسية غير قادرة ايدلوجيا وتنظيميا وجماهيرهيا علي القفز علي ما تستنبطه وتخطط وتضع له الاجهزة السيادية السيناريوهات المختلفة والمعدة مسبقا لمعظم الاحداث وأنا هنا اؤكد علي اخلاص وتضحيات وبطولات كل القوي والمجموعات الشبابية التي لم تكن تعي او تدري ماتقوم به الدولة العميقة واجهزتها باستثناء جماعة الاخوان المسلمين التي كانت شريكا اصيلا في كل المؤمرات والسيناريوهات التي اعدتها الاجهزة لإجهاض الثورة المصرية وتحطيم روموزها ومن اسف كانوا هم اول الضحايا الذين اطيح بهم علي رأس اولويات العسكر في هذه المرحلة في 2013 وهذا يعني ان بداية البحث عن اجابات للأسئلة الحائرة في ثورة 25 يناير مرتبطة ارتباط وثيق الصلة بالأحداث التي تلت الثورة بشهور قليلة فمع الاستفتاء علي التعديلات الدستورية واصطفاف العسكر الي جانب جماعة الاخوان المسلمين في فرض هذه التعديلات في مرحلة مبكرة جدا والتغاضي عن الاستحقاقات الرئيسية لثورة يناير كان مؤشرا شديد الوضوح علي هذا الحلف عسكر اخوان والذي استمر جنبا الي جنب حني 2013
اسئلة التاريخ
*ما هي حقيقة الضوء الاخضر و السماح للمواطنين باقتحام مقار مباحث امن الدولة في 5 مارس ومن كان يعاقب من وماهي طبيعة تصفية الحسابات في هذا الموقف ؟؟؟؟
*ما هي تفاصيل وأروقة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في 19 مارس وكيف تم التنسيق بين العسكر وجماعة الاخوان المسلمين والسلفيين في هذا الصدد؟؟؟
* ما هي حقيقة تلك المحاكمات الهزيلة لمبارك ورموز نظامه وأولاده كيف اسست القضية وماهو دور الادعاء فيها وماهي حجم مساهمات الاجهزة الامنية وأجهزة الدولة العميقة في اخراج هذه القضية علي هذا النحو لمسئولين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية ونهبوا ثروات البلاد ما هي حقيقة احكام البراءة التي حصلوا عليها
* ماهي حقيقة أول حوار مباشر بين شباب الثورة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مسرح الجلاء بمشاركة 153 ائتلافا من مختلف ومن بينهم جماعة الإخوان المسلمين.
ما هي حقيقة موقف جماعة الاخوان المسلمين بأنهم باقون في السلطة والحكم 500 عام لن يتركوا خلالها السلطة ؟؟ وماهي حقيقة قيام هذه الجماعة ايضا بتوطين الفلسطينيين من سكان قطاع غزة في سيناء واعطائهم بطاقات هوية مصرية بطاقة الرقم القومي من خلال صفقة القرن التي اثيرت في مرحلة حكم هذه الجماعة ؟؟ وما هي حقيقة الحلف المصري القطري التركي في هذه الفترة ؟؟ وما هي حقيقة قيام الاجهزة الامنية والسيادية وبعض مؤسسات الدولة بالعمل علي تعجيز قدرة نظام حكم جماعة الاخوان المسلمين علي تجاوز الازمات الاقتصادية والمعيشية بل يشير الزعم في هذه الجزئية ان تلك الاجهزة والمؤسسات عملت بشكل متعمد علي اخفاء السلع الاساسية وعملت علي تدني الخدمات الي حدودها الدنيا من اجل استثارة الجماهير ضد جماعة الاخوان المسلمين؟؟ وما هي الحقائق التاريخية خلف تأسيس ودعم جماعة تمرد والتي كانت تجمع التوقيعات بالملايين من الشعب المصري مطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة ؟؟ وماهي حقيقة التمويل الاماراتي ودعم القوات المسلحة لهذه المجموعات من حركة تمرد؟؟ ما هي حقيقة الموقف الامريكي والأوربي من الاحداث فمن المعروف ان الموقف الامريكي كان في البداية داعما لجماعة الاخوان المسلمين ما هي رسالة السفارة الامريكية الي احد قيادات الجماعة قبيل احداث 30 يونيو وكذلك ما هي حقيقة ارتباك الموقف الاوربي من الاستقطاب والصراع بين جماعة الاخوان المسلمين من جانب والعسكر ومعهم شعب مصر من جانب أخر ما هي حقيقة احداث ماسيبرو في 9 اكتوبر وقتل الابرياء الاقباط من القاتل وأين الوثائق والأدلة في هذا الشأن؟؟ لا تكون مسلسلة تاريخيا لكن ما هي حقيقة احداث محمد محمود في 19 نوفمبر الاولي والثانية ؟؟ وأحداث مجلس الوزراء 16 ديسمبر ؟؟ ما هي حقيقة موت اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية في ذلك التوقيت والذي كان يمثل الصندوق الاسود لهذه المرحلة وصراعاته مع اجنحة السلطة الأخرى عشرات الاسئلة التي تنتظر التاريخ وربما نستبق التاريخ ونحاول البحث عن اجاباتها لكن الاهم من ذلك التأكيد علي ان غياب الاجابات هو بالقطع سببا واضحا وتفسيرا معقولا لم تشهده الدولة المصرية الان من انهيار شامل
الحوار المتمدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post تعثر المفاوضات الليبية يقلق أوروبا
Next post العقل السياسي العربي