شركات فرنسية كبرى تمارس التمييز والعنصرية
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_وقعت سبع شركات فرنسية متعددة الجنسيات تحت نيران الانتقادات بعد أن قامت دراسة جديدة، أجريت بتكليف من الحكومة الفرنسية، “بتسميتها وفضحها” على خلفية مزاعم تتعلق بالعنصرية والتمييز خلال عملية التوظيف.هذه الشركات تشمل الناقل الوطني الفرنسي أير فرانس، وعملاق الفنادق أكور وشركة تصنيع السيارات رينو، مؤسسة الاستشارات الهندسية والابتكار ألتران، شركة ريكسل لتوزيع اللوازم الكهربائية، وشركة أركيما للصناعات الكيميائية وسوبرا ستيريا لتكنولوجيا المعلومات.
الأسماء العربية مقابل الأسماء الفرنسية
ووجدت الدراسة أن المرشحين الذين يحملون أسماء تبدو عربية تلقوا ردوداً على طلبات العمل أقل بنسبة 25٪ من الردود التي تلقاها منافسيهم الذين يحملون أسماء فرنسية.وزيرة المساواة بين الجنسين الفرنسية مارلين شيابا ناقشت نتائج الدراسة على التلفزيون الفرنسي.وقالت “طلبت الحكومة من الباحثين تطبيق طريقة علمية مجربة وموثوقة وسليمة لإرسال طلبات عمل إلى 40 شركة مدرجة ضمن قائمة أكبر الشركات الفرنسية”.وأضافت الوزيرة: “بعض التطبيقات حملت أسماء فرنسية في حين أن بعضها الآخر حملت أسماء شمال إفريقية…..سبع شركات، من أصل 40 شركة تم اختبارها، تحوم حولها شكوك قوية تتعلق بالتمييز لأن المتقدمين الذين يحملون أسماء مغاربية تلقوا ردودًا أقل بنسبة 25٪”.وعددت الوزيرة أسماء الشركات قائلة أنه لا يوجد سبب يمنع ذلك، وأضافت: “نحن بحاجة إلى الشفافية في النتائج، هناك الخطوط الجوية الفرنسية، هناك فنادق أكور، هناك التران، هناك أركيما ، رينو، ريكسل، سوبرا ستيريا “.
مشكلة في المنهجية
لكن الشركات السبع قالت إن المنهجية التي اتبعت في الدراسة تشوبها الأخطاء، كما أنكرت أي ممارسات تمييزية في التوظيف.الخطوط الجوية الفرنسية قالت في بيان إن هذه الاستنتاجات استندت إلى معالجة 7 طلبات قدمت بشكل عفوي دون إدراج طلبات توظيف جديدة من الشركة، وتم إرسالها إلى موظفين غير محددين في الشركة خارج نظام إجراءات عملية التوظيف الذي تستخدمه الخطوط الجوية الفرنسية، والذي يشمل موقعاً للوظائف تنشر من خلاله عروض العمل ومن خلاله تتم عمليات التوظيف”.وأضاف البيان “تتلقى الخطوط الجوية الفرنسية أكثر من 100 ألف طلب على هذا الموقع كل عام. تتم معالجتها ويتم الرد عليها كلها، يتم إجراء جميع عمليات التوظيف من قبل محترفين مدربين على منع التمييز”.
تفاصيل الدراسة
أجرى الدراسة باحثون من جامعة كريتي شرق بين تشرين الأول/ أكتوبر 2018 وكانون الثاني/ يناير 2018 واستندوا إلى عينة من 10349 طلبًا وهمياً.وخلصت الدراسة إلى أن التمييز لا يقتصر على هذه الشركات السبع المذكورة، تقول النتائج: “من بين جميع الشركات التي تم اختبارها ، تشير التقديرات إلى أن معدل نجاح المرشح الذي يحمل اسماً يبدو من شمال إفريقيا هو 9.3٪ ، مقارنة بـ 12.5٪ للمرشح الذي يحمل اسمًا أوروبيًا”. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الدراسة وجدت أن شركة واحدة – Air Liquide – مارست تمييزاً عكسياً، حيث تم إرسال ردود إيجابية لطالبي العمل ذوي الأسماء الشمال إفريقية أكثر مما أرسل إلى نظرائهم حاملي الأسماء الفرنسية.
إقرار بقيود شابت الدراسة
الباحثون الذين قاموا بتصميم الدراسة والعمل عليها أقروا بوجود قيود منهجية، حيث أن غالبية الحالات التي تمت دراستها هي لطلبات قدمت بشكل فائض، أي أنها لم تقدم على أساس عروض عمل متوفرة في الشركات المذكورة، حيث تستخدم معظم هذه الشركات حالياً أنظمة توظيف وتتبع طلبات مركزية.كذلك قال الباحثون إن بعض الوظائف التي تم تقديم الطلبات بشأنها لم تكن ضمن قائمة الوظائف الأساسية المدرجة في هذه الشركات، حيث تقوم المؤسسات المذكورة بالتعامل مع متعاقدين خارجيين لتأمين هذه الخدمات (كالمضيفات وفنيو الصيانة بشكل أساسي).
رفض التسمية والتشهير
ويتهم النقاد الحكومة الفرنسية بالتمنع عن تسمية الشركات التي تتبع سياسات تمييزية وبرفض التشهير بها، رغم أن هذا ما وعد به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ فترة طويلة.ذكرت الإذاعة العامة الفرنسية إنتر الشهر الماضي أن دراسة أكبر حول التمييز شملت 103 شركات تم “إسكاتها” من قبل الحكومة.
يورونيوز