ما وراء فتح الحدود التركية للاجئين باتجاه أوروبا!

محيي الدين محروس

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ التساؤل المشروع هو:

إلى ماذا يهدف أردوغان من وراء فتح الطريق للاجئين السورين باتجاه أوروبا؟
على المستوى الداخلي: من المعروف بأن قوى المعارضة اليسارية واليمينية التركية تؤجج استياء شعبي عام تجاه استقبال هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين. وأردوغان بفتحه الحدود أمام اللاجئين لمغادرة تركيا يريد امتصاص هذا الرأي المُعارض له…على المستوى الدولي: على خلفية الضربات الجوية الروسية للقوات التركية في سوريا، يهدف أردوغان لاستمالة التأييد اللامحدود من دول حلف الناتو. وهذا ما حققه فعلاً.أما على مستوى دول الاتحاد الأوروبي:وبنتيجة تهديدهم من قبل أردوغان بالمزيد من اللاجئين والمُهاجرين، يريد الحصول على المزيد من الأموال، والدعم السياسي- أي عملية ابتزاز للأموال مشكوفة للجميع! بالطبع، مع المبالغة بأعداد اللاجئين، لأنه يقبض على „ الرأس „ مبلغاً مُحدداً! وجاءت الردود كما يرغب أردوغان.على المستوى السوري: وهذا الأهم بالنسبة لنا.يريد أردوغان تحقيق سيطرته على كامل الشمال السوري، دون أي تهديد من قبل روسيا أو قوات الأسد. وذلك لتحقيق هدفه الإستراتيجي لإقامة „ الحزام العربي „ المشؤوم، وذلك باستخدام اللاجئين السوريين الذين استقبلهم لهذا الغرض… تحت لافتة عودة اللاجئين لوطنهم، وتسليم السلطات لأزلامه من الإخوان الذين أغدقَ عليهم بالأموال ومنحهم الجنسية التركية لهذا الهدف.من هنا يمكن فهم سياسته الإستراتيجية لاستقبال اللاجئين، وتمرير „ الجهاديين „ أي أنصار داعش من كل أوروبا عبر الحدود التركية إلى سوريا، بهدف حرف الثورة السورية السياسية السلمية إلى معارك جهادية سنية – شيعية!ما هي الخطوات التالية؟ استمرار وصول المساعدات المالية من الاتحاد الأوروبي ودولٍ أخرى لتركيا، مع استمرار المبالغة في أعداد اللاجئين.
غض النظر من دول الاتحاد الأوروبي، لا بل حتى التأييد لعودة اللاجئين إلى الشمال السوري, وذلك للخلاص ولو جزئياً من مشكلة 2254 اللاجئين السوريين. وهذا يخالف القرارات الدولية, ومنها قرار مجلس الأمن رقم غض نظر معظم دول العالم، مع التأييد من بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية والإمارات العربية، حول إقامة نظام „ الإخوان „ في الشمال السوري تحت مُسمى:  الائتلاف الوطني للمعارضة“!وهذا يعني عملياً توجيه ضربة قوية لقوى الثورة السياسية السلمية التي ناضلت وضحت لتسع سنوات من أجل إقامة نظام وطني ديمقراطي في سوريا يحقق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.كل ذلك يخلق لوضعٍ سياسي جديد، ومرحلة نضالية جديدة، تتطلب وحدة كافة القوى الوطنية السورية حول مشروع وطني واسع وقيادة وطنية توافقية له، تحظى بالتأييد الشعبي والدولي. الثورة السورية مستمرة وستنتصر!

الحوار المتمدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post هولندا والإصابة السابعة بالكورونا
Next post مساعي أوروبية لتشكيل جيش موحد، المهام و التحديات !