أوروبا .. مصادر التهديدات الأمنية، قراءة إشتشراقية

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_شهدت اوروبا خلال السنوات القليلة الماضية، انخفاضا فى قدرات المتطرفين فى تحشيد المظاهرات وتنظيم حملات دعائية كالذى قامت به جماعة “المهاجرون” المحظورة فى بريطانيا، وتنظيم جماعة فرسان العزة” مظاهرة أمام محكمة في مدينة “مو” فى باريس ، أو من خلال توزيع نسخ مجانية من القرآن بالألمانية ضمن حملة “اقرأ” فى ألمانيا. كذلك من خلال ظهورشرطة الشريعة في مدينة “فوبرتال” في سبتمبر 2014.ويرجع سبب الانخفاض إلى الجهود المبذولة من جانب الدول الأعضاء فى مجال تبادل المعلومات حول التعامل مع الجماعات المتطرفة التي تشكل تهديداً لأوروبا.شهد التطرف الإسلاموى فى أوروبا خلال عام 2019 والربع الأول من عام 2020 تغيرا جذريا سواء فى عمل المتطرفين على الإرض أو فى الفضاء الإلكترونى. بالرغم من ارتفاع عدد المتطرفين الخطرين فى أوروبا، ففى ألمانيا ارتفع عدد المتطرفين الخطرين إلى ( 2240 ) متطرفا وفقا لهيئة حماية الدستور.وارتفع  انصارجزب الله من (950) إلى (1050)، ووجود (150) من عناصر حزب الله في ولاية سكسونيا السفلى. وفى فرنسا قدرت الإحصائيات عدد المتطرفين حوالى (9000) متطرف إسلاموي، بينهم (1100) من الخطرين. ويوجد فى هولندا مايقارب” 220″ سلفي جهادي. وفى بريطانيا يوجد (3000 ) فرد أو أكثر ينتمون لللجماعات المتطرفة سواء يمينية أو إسلاموية ضمن نطاق المراقبة باعتبارهم خطرين

التطرف الإسلاموى على الإنترنت

بات المتطرفون الذين يتطرفون بأنفسهم على شبكة الإنترنت من خلال الدعاية والمحتوى المتطرف، خطراً أكبر على دول التكتل الأوروبى. بالرغم من الجهود التى بذلتها دول الاتحاد الأوروبى فى مكافحة محاربة التطرف على الإنترنت. وكانت المفوضية قد تقدمت باقتراح يقضي بضرورة حذف أي محتوى إرهابي أو محرض على العنف خلال ساعة واحدة بعد ظهوره على شبكة الإنترنت.وقد بدأت بروكسل منذ أكثر من عام العمل والتعاون مع شركات الإنترنت العملاقة من أجل تطويق ظاهرة انتشار كل المحتويات العنيفة والأخبار الكاذبة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وحثت شركات الإنترنت على إزالة المحتوى الإرهابي في غضون ساعة واحدة.

الإرهاب الإسلاموى فى أوروبا

تراجعت عدد ونوعية أساليب العمليات الإرهابية فى أوروبا. وانحصرت العمليات الإرهابية فى عمليات الطعن بالسكين وكان النصيب الأكبر من تلك العمليات فى فرنسا وبريطانيا. أما عمليات الدهس أو إطلاق الرصاص تكاد تكون منعدمة . وربما يرجع ذلك لاتخاذ المفوضية الأوروبية عدة إجراءات ضد الإرهاب والتطرف باتت معظمها مطبقة حاليا ، والتى أدت بدورها فى تحقيق انجازات أمنية خلال الاعوام القليلة الماضية.أن التعاون في مجال تبادل البصمات مع دول في الاتحاد الأوروبي سهل على أجهزة الأمن في بلاده تحديدهوية الخطرين الإرهابيين ذوي الهوية المزورة بصورة أفضل مما كان عليه الحال قبل بضع سنوات  وبخلاف ذلك، اعتمدت اجهزة الاستخبارات سجل جنائي أوروبي، بهدف إتاحة معلومات داخل الاتحاد الأوروبي عن السيرة الذاتية للشخص إذا كانت هناك حاجة إليها.إن انخفاض عمليات الإرهاب الإسلاموى فى أوروبا لايعنى انتهاء خطر الإرهاب، بل أظهرت تلك العمليات المحدودة العديد من مواطن الخلل الأمنى لبعض الدول فى الشروط الجاري تطبيقها على مدانين سابقين تم الإفراج عنهم، وكشفت عن ثغرات أمنية فى مراقبة المتطرفين، خاصة أن العديد من منفذي الهجمات، كانوا معروفين لأجهزة الأمن. فعلى سبيل المثال منفذ هجوم لندن “سوديش أمان” كان قد أطلق سراحه من السجن، وكان تحت مراقبة الشرطة في وقت الهجوم على منطقة ستريتهام.وبالنسبة للمجتمع الأوروبى فتسوده حالة من القلق من تنامى ظاهرة الطعن لصعوبة السيطرة على هذا النوع من العمليات الإرهابية لانها تتميز بسهولتها وانخفاض تكاليفها ، ما يزيد من احتمالات وقوع محاولات طعن جديدة.

اليمين المتطرف فى أوروبا

تمثل الجماعات اليمينية المتطرفة  في الوقت الحالي خطراً أكبرعلى أوروبا من خطرالمتطرفين الإسلاميين. حيث تصنف السلطات الألمانية ما يزيد على (12 )ألف شخص على أنهم من اليمين المتطرف، (1000) منهم خطرين، وهناك خطر من أن ينفذوا اعتداءات داخل البلاد ، ويُشار إلى اعتقال فرنسا، في عام 2018، (10) متطرفين يمينيين خططوا لقتل مسلمين.ومن خلال تحليل المشهد اليمينى المتطرف فى أوروبا، استطاع يمينيون متطرفون اختراق المجالات الأمنية أوالسياسية أوالتربوية أوالاجتماعية في أوروبا، بالخصوص فى مؤسسة الشرطة والجيش، مايساهم بدوره فى تعزيز الوضع السياسى لأحزاب اليمين المتطرف فى أوروبا. وتكتفى السلطات الأمنية بتصنيف المنتمين لليمين المتطرف كمتطرفين وابعادهم عن المؤسسات، دون التطرق إلى كيفية الاختراق و حجم المعلومات التى تم الحصول عليها .

اليمين المتطرف على الإنترنت

يشكل اليمين المتطرف شبكات وخلايا سرية عبرغرف الـ”شات” المغلقة على الإنترنت، تفادياً للمراقبة. ويدرس النازيين الجدد و الخلايا اليمنية المتطرفة  في أوروبا بعناية أساليب الهجمات التي يتداولها الجهاديون على الفضاء الإلكترونى. وتكثف الجماعات اليمينة على الإنترنت من جهودها لنشر الأخبار الزائفة والمفبركة وخطابات الكراهية . ولعل هذا الاستطلاع يثبتُ قيام أكثر من (100 ) شخص يُرجح أنهم أعضاء بحزب المحافظين البريطاني، بنشرتعليقاتٍ عنصريةٍ معادية للمسلمين عبر الإنترنت.

الإرهاب اليمينى فى أوروبا

بالرغم من إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية لمواجهة خطر اليمين المتطرف،وتعطيل وتحييد مجموعات تنتمي إلى اليمين المتطرف كانت تحرّض على اعتداءات تطال سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين، وتشديد حيازة قوانين الأسلحة، فلايزال التهديد الأمني لليمين المتطرف مرتفع جدا من قبل “الذئاب المنفردة” التي تنتمى لليمين المتطرف. وتتسم العمليات الإرهابية التى ينفذها اليمين المتطرف فى الوقت الحالى بإنها عمليات فردية “انتحارية”.

التوصيات

ينبغى تعزيز تدابير مواجهة الإرهاب والتطرف. حظر الأحزاب الإسلاموية واليمنية المتطرفة “التي تدعم أيديولوجية النازية الجديدة”. وضع استراتيجية لاحتواء صعود اليمين المتطرف ومنعه من السيطرة على مراكز اتخاذ القرار داخل المؤسسات الأوروبية . وضع سياسة موحد للتعامل مع حزب الله وخلاياه النائمة فى أوروبا

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post بعد هيفاء وهبي أبو هشيمة يرتبط بياسمين صبري
Next post أطفال الأحواز في إيران: جياع ومتضررون ومرغمون على العمل