خططا لاحتواء الأضرار الاقتصادية لكورونا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_يعكف الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وضع خطة إنفاق طارئة هائلة فيما طرح الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الاميركي) إجراءات تمويل واسعة لاحتواء الأضرار الاقتصادية المتزايدة التي تسبب بها انتشار وباء كورونا. فبعدما قلل من خطورة الفيروس على مدى أسابيع، طلب ترامب الثلاثاء دعم الحزبين الرئيسيين للإسراع في توفير دفعات نقدية فورية للأسر الأميركية. وقال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض “لا نريد أن يفقد الناس وظائفهم أو أن لا يكون لديهم المال ليعيشوا”، مضيفا ان مجموعة المساعدات “كبيرة جدا”. ورغم أنه لم يحدد رقما إجماليا لإجراءات التحفيز، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أنها قد تصل إلى 850 مليار دولار. ومع إغلاق الشركات أبوابها في جميع أنحاء البلاد بسبب وباء فيروس كورونا، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في البيت الأبيض أن الأميركيين يحتاجون إلى “المبالغ النقدية الآن”. وأضاف “ندرس إرسال شيكات إلى الأميركيين فورا .. وأعني الآن خلال الأسبوعين المقبلين”. وستشمل خطة التحفيز كذلك توفير أموال لشركات الطيران التي تضررت كثيرا بسبب الوباء الذي قال منوتشين انه “أسوأ من 11 أيلول/سبتمبر بالنسبة لقطاع الطيران – لقد توقف”.وبحسب واشنطن بوست فإن صفقة إنقاذ قطاع الطيران قد تصل إلى 50 مليار دولار طلبها القطاع.
– تعزيز الثقة –
اتخذ البنك المركزي الأميركي خلال الأسبوعين الماضيين إجراءات قوية لتعزيز الثقة والحيلولة دون توقف الأسواق المالية والاقتصاد الأميركي بسبب المخاوف من نقص السيولة، وتصرف بشكل أسرع مقارنة مع تحركه خلال الأزمة المالية العالمية في 2008. وخفض البنك الأحد معدل فائدة الإقراض الرئيسية إلى صفر، وزاد من شراء ديون الخزانة، وضخ مبالغ كبيرة من النقد في الأسواق المالية عدة مرات. وفي احدث خطواته الثلاثاء أعلن البنك عن تيسير ائتماني جديد لمساعدة الأسر والشركات على الصمود وسط انتشار الوباء. ويستهدف البرنامج الذي أقرته وزارة الخزانة، الأوراق التجارية المالية التي تشمل القروض والرهون العقارية، وهو السوق الذي “يرزح تحت ضغوط كبيرة خلال الأيام الأخيرة حيث تواجه الشركات والأسر حالة غموض كبيرة بسبب انتشار وباء فيروس كورونا”، بحسب البنك. وأوضح البنك أنه “من خلال ضمان عمل هذا السوق بسلاسة، خاصة في الأوقات الصعبة، فإن الاحتياطي الفدرالي يوفر القروض التي ستدعم العائلات والشركات والوظائف في جميع قطاعات الاقتصاد”.وصرح ميكي ليفي الخبير الاقتصادي في “بيرنبرغ كابيتال ماركتس” أن سوق الاوراق التجارية المالية، وهي أوراق قابلة للتداول بدون ضمان وذات استحقاق محدد للتسديد لفترة من يوم إلى 270 يوما، والذي تقدر قيمته بأكثر من ترليون دولار، هو سوق “مهم للنظام المالي” وسيتيح للشركات مواصلة دفع فواتيرها ورواتب موظفيها. وقال في تحليله انه رغم أن البنك كان بطيئا في تحركه قبل عقد إلا أنه “من المرجح جدا هذه المرة أن يكون مختلفا تماما، لأن تحركه القوي من المتوقع أن يحقق نتائج أسرع، رغم أن المرحلة الحالية من الوباء تتسبب بانكماش اقتصادي أعمق”.
– دفعات مباشرة وخفض للضرائب –
قال منوتشين انه سيقدم خطة تحفيز إلى الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وستكون لديه مزيد من التفاصيل في وقت لاحق اليوم. وكان ترامب ركز في السابق على تعليق الضرائب على دخل جميع الأميركيين حتى انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر على الأقل. إلا أن الديموقراطيين والعديد من الاقتصاديين يقولون أن التركيز على ضرائب الدخل يستبعد العاملين الذين يفقدون وظائفهم، والعاطلين من العمل أو الذين يحصلون على أجر بالساعات. وصرح ترامب الثلاثاء أنه من المهم الحصول على الأموال بسرعة، معترفا مرة أخرى بأن الاقتصاد قد يتجه نحو الركود، إلا أنه قال إنه سيخرج أقوى فور هزيمة الفيروس. واورد منوتشين “لن نرسل شيكات إلى الأشخاص الذين يكسبون مليون دولار في العام”.وستسمح الخطة كذلك للشركات والأفراد بتأجيل استحقاقاتهم الضريبية للحكومة بدون غرامات. وصرح زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي قاوم جهود تمرير مشروع قرار تحفيز ديموقراطي وافق عليه مجلس النواب الأسبوع الماضي، أن مجلس الشيوخ “لن يؤجل جلساته إلا بعد أن نمرر خطوات مهمة وجريئة تزيد عن تلك التي مررها مجلس النواب”. ومجموعة إجراءات البيت الأبيض التي تأتي إضافة إلى 100 مليار دولار خصصها مجلس النواب للإجازات المرضية المدفوعة ومعونات البطالة، والمطروحة في الكونغرس، تتجاوز برنامج الطوارئ الذي قيمته 700 مليار دولار والذي خصص لإنقاذ النظام المصرفي خلال الأزمة المالية العالمية في 2008. والأسبوع الماضي رفض القادة الجمهوريون خطة الديموقراطيين في مجلس النواب ووصفوها بأنها مبالغ فيها. ومنذ ذلك الحين، تصاعدت الأضرار الاقتصادية، وأجبرت الشركات على إغلاق أبوابها وفرضت حملات إغلاق على ولايات بكاملها.
فرانس 24