هل يصحو الضمير الإنساني قبل فوات الأوان؟

جهاد الدبس – كاتب لبناني مقيم في بلجيكا

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ تجتاح العالم اليوم موجة من الرعب الفردي والجماعي هي أشيه ما تكون مماثلة لوضع الناس في جو الحروب العالمية القاتلة. وإذا تمعنا بما يجري اليوم من مرافقة إعلامية مكثفة لآفة فيروس الكورونا نلمس بأم العين والعقل بأن هناك ما يشبه التوتاليتارية الإعلامية المريعة التي تقصف العقول و تخرب نفوس معظم سكان الكوكب، جعلتهم أسير الخوف المعولم من واحدة من أصغر الفيروسات. هذه التي شلت عقل الحكام والمحكومين وسجنت معظم عوائل الناس في بيوتها الصغيرة و جمدت حركة الاقتصاد العالمي وشلت منظومات التعليم ومعظم شرايين الحياة في العالم. لا أقلل إطلاقا من خطر هذا الفيروس الخطير ولا من ضرورة التقييد الشديد الصرامة بكل أنواع الوقاية الصحية منه، بل أشدد عليها وأثمن عاليا كل الطرق العلمية و الطبية المستحدثة من أجل التخفيف للحد الأقصى من مخاطر هذا الفيروس و أمثاله على الجسم الإنساني. ألا انني لن أتعب أبدا من طرح تساؤلات وجودية تحضر بقوة لدى عدد ليس بالقليل من الذوات المفكرة حول المآرب الحقيقية من هذا الهلع العالمي، وحول الهدف من هذا التجييش الإعلامي العالمي الذي سرعان ما تقوي حدته عند بروز فيروس جديد من فصيلة حمى الطيور والخنازير وألآيبولا وغيرها، وبعد كل فترة وجيزة سرعان ما ينطفأ الاهتمام به . ويمضي الإعلام لاحقا و كعادته في شحن العيون و الأذان و سائر الحواس يوميا حول سائر المناطق الملتهبة في نفوس المجتمعات و الثقافات والأديان والهويات، ليجعل من نفوس البشر مختبرا دائما لمواده الإعلامية المدمرة في معظمها لمنطقة الطمأنينة والاستقرار والسلام و العدل و المحبة التي ينشدها الجميع. وليعذرني أهل الإعلام على تساؤلي الذي قد يخدش كبريائهم ما حقيقة الرسالة التي يحملها أصحاب وسائل الإعلام و الأهداف من وراء كبس سر الإضاءة المكثفة على هذه النقطة الساخنة أو تلك ، لتخرج علينا كل ثانية لا بل لحيظة جوقة الاعلامين الذين يتصدرون شاشات التلفزة و الإذاعة والصحافة المكتوبة و الرقمية. و إن كنت استثني القلة القليلة منهم التي تعطي للضمير الإنساني مكانته والذين يولون لإخلافيه المهنة و دورها التنويري الأولوية فيما يقومون به أو يسمح لهم القيام به. أسألهم ملحا طالبا منهم زيارة أطباء الأعصاب و النفس ليستقصوا و يستنتجوا سبب الارتفاع الكبير من نسبة المرضى الذين يكتظون في عياداتهم من جراء تهييج و تخويف الإعلام لهم حول الكثير من القضايا الحساسة التي تثير الهيجان الدائم في نفسيتهم و عالم القيم التي يؤمنون بها . و في ظل هذا الطوفان الإعلامي و ضياع اتخاذ القرارات الحياتية الصائبة من قبل صناع أو أصحاب القرار، وأمام فقدان التحكم العقلاني بالبوصلة الإنسانية عموما أطرح في هذا السياق عدد من التوجسات و الهواجس التي تدور في ذهن الكثيرين من أمثالي ، علها تحرك صوت الضمير من تحت هذا الرماد الأسود الذي صنعه البشر بأنفسهم و الذي جاء نتيجة أنماط تفكير وسلوكيات أبعد ما تكون عن فضاءات ومجالات البناء و النور والجمال ، و أقرب بكثير من المنطقة المعتمة و المدمرة في الشخصية الإنسانية . ألا يشي التخويف المتكرر من هجوم الفيروسات التي تتفرخ من جينوم سلالة الفيروسات الطبيعية و المصنعة في مختبرات “غرف الظلام” بأن هناك سيناريوهات متنوعة، بدأت تتكشف بدايات خططها الجهنمية، و الأخرى ما زالت خفية، تصنعها تلك الغرف الشريرة وتحضرها من أجل الفتك بالخصم أي كان نوعه و قوته و عمره و مكانته؟ وألحق هذا التساؤل بآخر، لماذا لم تتم الإضاءة الصحية الواعية على أنواع أخرى من الإنفلونزا والرشح التي تقتل أكثر بكثير كل عام من الفيروسات المستجدة؟ أليس فيما وراء ذلك لعبة قذرة تقوم بها مجددا مافيات تصنيع الدواء بهدف الربح وتنظيف جيوب البشر من بقايا ما تبقى من أموال لديهم؟ لم امضي بعيدًا في زرع الرعب في النفوس الخيرة الطيبة، بل أتساءل مع غيري ماذا يخطط له كل من غيتس في مشاريعه المالتوسية الهادفة لتحجيم عامل الديموغرافيا على الكوكب؟ وماذا يدور في خلد الأمير فيليب زوج الملكة البريطانية إليزابيت والذي يترأس المنظمة العالمية للطبيعة المتوحشة؟ وما هي حقيقة واهداف القيمين على نادي روما حول ضرورة إنهاء الكثير من المسلمات الغربية بما في ذلك إنهاء الحقبة الليبرالية التي حملوا لوائها ردحًا طويلًا من الزمن ؟ … وماذا يدور الان في الدوائر المصغرة لأغنى الشركات والعائلات والمنظمات العلنية والسرية التي أسسوها؟ أليس الهدف الاستراتيجي لهم هو تقليص حجم سكان الكوكب الى بيكور الدائرة الصغرى المحصورة فقط بالمليار الذهبي؟ لست من طينة الناس الساذجين الذين يرجعون كل مشاكلهم وعثراتهم وتخلفهم لما يؤمنون ، او ما أطلقوا على تسميته، بنظرية المؤامرة، إلا إنني لا اخلي مسرح السجال العالمي من مخاطر الطريقة المغرقة في نرجسيتها و براغماتيتها ، التي لم تعد خفية عن بصيرة القاضي والداني ، و التي يرى أصحابها بانها الأنجع في خدمة المصالح الأنانية الضيقة لهؤلاء ولكبار حيتان المال والسلطة. فالزاوية غير الخيرة وغير العادلة التي ينظرون من خلالها ، يصرون وبأي ثمن من خلالها قيادة السفينة البشرية وسط هيجان براكين التمرد عليهم من قبل الأكثرية البشرية التي تعيش حالة ضياع كبير وقلق أكبر على حاضرها ومستقبلها… ما هو الهدف من سياسة وسائل الإعلام التي تزرع من خلال تركيزها على كل النقاط الملتهبة و ترويجها لكل أنواع “اللاثقافة” المنبثقة من نقاط ضعف البشر ومن انانياتهم الفردية و الجماعية وإفرازات غرائزهم المريضة ، في ظل الغياب الملموس لترويج الثقافة العقلانية الإنسانية التي تدعو لتمثل القيم الإنسانية و السماوية المشتركة و المتسامية”، أليس وراء هذا التخويف اليومي أهداف مدمرة للفتك بالجانب المتسامي من قيم الأخوة الإنسانية ؟ اليس المثابرة في هذا النهج الأعوج عن وعي و أحيانا عن غير وعي سعي غبر بريء لتعميم “لاثقافة المجتمع الإستهلاكي” والمضي في تسطيح فارغ للوعي والإسهام في تشرذم التركيبة النفسية والعقلية للبشر و متابعة تصح

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post مستقبل نتنياهو على المحك
Next post الكورونا يواصل انتشاره حول العالم وأوروبا